البلاد (موسكو، كييف)
تسارعت التطورات الدبلوماسية والعسكرية بين روسيا وأوكرانيا عشية محادثات مرتقبة في إسطنبول، حيث أعلنت موسكو بشكل قاطع أنها لن تشارك في مفاوضات اليوم (الأربعاء)، في خطوة تعمق ضبابية المسار السياسي للحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن بلاده لن ترسل أي ممثلين إلى تركيا، موضحاً أن الاتصالات الجارية بين الأطراف تتم دون مشاركة روسية، وأن موسكو ستنتظر ما ستسفر عنه النقاشات. وفي الوقت نفسه، شدد على أن بلاده لا تزال منفتحة على التفاوض وأن موقفها معروف في كل من كييف وواشنطن وأنقرة.
إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عزمه زيارة تركيا في 19 نوفمبر أضفى زخماً جديداً على المشهد، فقد أوضح أن زيارته تهدف إلى تنشيط المفاوضات وتقديم “حلول مُطوّرة” للشركاء، مع التأكيد على أن تسريع إنهاء الحرب يظل أولوية قصوى بالنسبة لأوكرانيا. كما كشف عن مساعٍ لاستئناف تبادل أسرى الحرب مع روسيا.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر تركية أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيفن ويتكوف سيشارك في محادثات إسطنبول، فيما أكدت مصادر روسية أن مبعوث الكرملين كيريل دميترييف لن يحضر هذه الاجتماعات، رغم عقده محادثات “مثمرة” مع الجانب الأمريكي في أكتوبر الماضي.
ميدانياً، واصلت أوكرانيا تكثيف هجماتها الجوية على المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في دونيتسك، إذ أعلنت موسكو تدمير 31 مسيّرة أوكرانية خلال الليل. فيما تحدثت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا عن هجوم “غير مسبوق” ألحق أضراراً بمحطتي طاقة حرارية، تسبب بانقطاع واسع للكهرباء.
في المقابل، اتهمت موسكو كييف بتنفيذ قصف مكثف على منشآت مدنية، مؤكدة مقتل 13 شخصاً وإصابة 58 خلال أسبوع، معظمهم جراء هجمات بالطائرات المسيّرة التي باتت تمثل 91% من ضحايا القصف، وفق السلطات الروسية.
ومع تداخل خطوط التفاوض وتصاعد العمليات العسكرية، يبدو أن مشهد الحرب يدخل مرحلة أشد تعقيداً، حيث تتقدم الجهود الدبلوماسية بخطى متعثرة، بينما يتسع نطاق المواجهات على الأرض، وسط غياب مؤشرات على انفراج قريب في الأزمة الأوكرانية.
زيلينسكي يطرح «حلولاً مطورة».. موسكو ترفض المشاركة في مفاوضات إسطنبول
