مقالات الكتاب

مسار تاريخي يتجدد برؤية سعودية – أمريكية معاصرة

تشكل زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ إلى الولايات المتحدة الأمريكية محطة جديدة في مسار العلاقات السعودية-الأمريكية، يعيد خلالها التاريخ شيئاً من تفاصيل اللقاء الأول الذي جمع المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1945م على متن سفينة كوينسي في قناة السويس. ذلك اللقاء الاستثنائي أسّس لشراكة إستراتيجية متينة بين البلدين، ورسّخ أسس تعاون واسع في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
ومنذ ذلك التاريخ توالت الزيارات واللقاءات بين قيادات البلدين، بما عزز بناء علاقة راسخة تقوم على المصالح المشتركة والرؤية المتبادلة لمستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً. وتأتي الزيارة الحالية لسمو ولي العهد امتداداً لهذا الإرث التاريخي، حاملة فكراً حديثاً ورؤية واضحة تدفع بالعلاقات نحو آفاق أرحب، وتعكس دور المملكة المتنامي في الاقتصاد العالمي وحضورها الفاعل في مختلف القضايا الدولية.
وتكتسب الزيارة أهميتها من كونها تعزز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتقنية والدفاعية، وتدعم الجهود المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة، ليس للمملكة وحدها، بل للمنطقة والعالم، خاصة مع ما تمتلكه المملكة والولايات المتحدة من قدرات مؤثرة وإمكانات إستراتيجية واسعة.
كما تسهم الزيارة في دعم مسارات الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي والدولي، انسجاماً مع نهج المملكة الثابت في العمل من أجل عالم ينعم بالازدهار بعيداً عن الصراعات والنزاعات. وهي زيارة تحظى بمتابعة واسعة لما ينتظر أن تسفر عنه من نتائج إيجابية تنعكس على المواطنين والمقيمين في المملكة، وعلى الشعوب والدول المرتبطة بهذه الشراكة الممتدة.
ويشعر السعوديون بالفخر وهم يشاهدون ولي العهد يمثل وطنهم في المحافل الدولية، ويعزز مكانة المملكة عبر رؤى وطنية تستند إلى أهداف واضحة لبناء مستقبل مزدهر، يقوم على التنمية الشاملة والاستدامة في مختلف القطاعات.

lewefe@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *