يشهد الحرمان الشريفان حركة بشرية لا تتوقف، ويستقبلان يوميًا أعدادًا كبيرة من المصلين والمعتمرين من مختلف الجنسيات. وفي ظل هذا الازدحام الكبير، يبرز دور رجال الأمن باعتبارهم الركيزة الأساسية في حفظ النظام وحماية الأرواح. ولذلك، فإن التعاون معهم ليس مجرد سلوك حضاري، بل هو واجب ديني وأخلاقي يفرضه احترام المكان وقدسيته.
رجال الأمن داخل الحرم يعملون في ظروف استثنائية، فهم لا يتعاملون مع تجمع محدود، بل مع حشود ضخمة تتحرك في نفس الوقت، وتتطلب متابعة دقيقة وإدارة واعية للحركة. وتعليماتهم ليست اجتهادًا شخصيًا، بل جزء من خطط مدروسة، تهدف إلى حفظ الانسيابية ومنع الاختناقات، وضمان وصول الجميع إلى أماكنهم بأمان.
ويبدأ التعاون الحقيقي من أبسط الأمور: الالتزام بالمسارات المحددة، وعدم الوقوف في الممرات، والاستجابة لتوجيهاتهم، والمحافظة على الهدوء، ووتجنّب التصرفات التي قد تسبب ازدحامًا أو تدافعًا. هذه السلوكيات البسيطة تُسهم في حماية كبار السن والمرضى، وتُسهّل حركة سيارات الإسعاف، وتضمن أداء المناسك بطمأنينة.
كما أن تقدير جهود رجال الأمن مهم بقدر الالتزام، فهم يبذلون ساعات طويلة من العمل المتواصل، ويقفون تحت ظروف مناخية مختلفة، ويتحملون ضغط التعامل مع آلاف الأشخاص، وكل ذلك بهدف خدمة ضيوف الرحمن. ومن واجب الجميع إظهار الاحترام لهم، وتقدير دورهم، والتعامل معهم بروح التعاون.
ختامًا، فإن الأمن في الحرم مسؤولية مشتركة. وعندما يلتزم الزائر بالتعليمات ويتعاون مع رجال الأمن، فهو يساهم في حماية نفسه والآخرين، ويحفظ لبيت الله حرمته وقدسيته، ويجعل من تجربته الروحانية تجربة آمنة وهادئة. والتعاون ليس خيارًا، بل ضرورة أساسية تليق بأطهر بقاع الأرض.
التعاون مع رجال الأمن في الحرم ضرورة
