محمد حفني (القاهرة)
أكد دبلوماسيون وسياسيون فلسطينيون أهمية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- إلى الولايات المتحدة الأمريكية، منوهين بمواقف المملكة الثابتة والواضحة تجاه القضية الفلسطينية، والتي كانت أسهمت في إبرازها على الأجندة الدولية، ومنحتها زخماً كبيراً؛ باعتبارها “قضية العرب الأولى”. وأوضحوا لـ”البلاد” أن الدبلوماسية السعودية المكثفة؛ عربياً ودولياً ساهمت في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، والعمل على إنهاء الاحتلال.
وقال السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة بركات الفرا: إن زيارة ولي العهد إلى واشنطن تمثل نقلة شاملة لمناقشة مختلف قضايا المنطقة؛ وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي ظلت المملكة ملتزمة بها منذ عهد المؤسس- رحمه الله- مؤكداً أن الرياض تضع القضية الفلسطينية على قمة أولوياتها. وأشاد الفرا بالمواقف السعودية الرائعة تجاه الفلسطينيين، مشيراً إلى التحالف بين المملكة وفرنسا لدعم حل الدولتين وإنهاء الصراع، إضافة إلى مساهمات المملكة المالية، بما في ذلك تقديم 90 مليون دولار لدعم السلطة الفلسطينية، ودعمها اللا محدود لإغاثة سكان قطاع غزة، والحد من معاناتهم، ودورها الحيوي في ممارسة الضغط على الإدارة الأميركية لإنهاء الأزمة الفلسطينية. بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور جهاد الحرازين، أن المملكة بقيادة الملك سلمان وولي العهد تلعب دوراً محورياً في استقرار المنطقة وإنهاء النزاعات، وهو ما يحظى باستحسان قادة العالم، الذين يثمنون تأثير المملكة في الأحداث الإقليمية. وأوضح الحرازين أن مواقف الأمير محمد بن سلمان ترتبط بشكل مباشر بإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، مؤكداً أن تحالف المملكة مع فرنسا أعاد إحياء مسار حل الدولتين على المستوى الدولي، بما أسفر عن اعتراف أكثر من 160 دولة بالدولة الفلسطينية نتيجة هذا الجهد. وأضاف أن التنسيق الكامل بين القيادة السعودية والفلسطينية، يعزز شعور الفلسطينيين بوجود سند وداعم لهم.
وأشار الحرازين إلى أن زيارة ولي العهد المرتقبة للبيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي ترمب ستكون فرصة لبحث القضية الفلسطينية بشكل مكثف، بما يشمل دعم المملكة المادي والإنساني للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى متابعة إعادة إعمار غزة، والتأكيد على عدم التقدم نحو أي خطوات سلام دون إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال. كما تطرق إلى المكرمة السنوية التي تقدمها المملكة لأهالي الشهداء والأسرى لأداء مناسك الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، والتي تمثل دعمًا معنويًا هامًا للفلسطينيين.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، أن الشعب الفلسطيني يعلق أهمية كبيرة على زيارة ولي العهد لواشنطن، مشيراً إلى شجاعته في ربط أي جهود سلام بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، وإلى الرؤية الواضحة التي قدمها الملك سلمان، وولي العهد بشأن القضية الفلسطينية. وأوضح الرقب أن الزيارة ستضع قضية العرب الأولى على الأجندة، وتعمل على إنهاء الاحتلال، وتحقيق الأمن والسلام الدائم، وإعادة إعمار غزة، مع دور بارز للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع مستقبلاً.
من جهته، شدد القيادي في حركة فتح ياسر أبو سيدو على أهمية القمة المرتقبة بين ولي العهد والرئيس الأمريكي، لافتاً إلى التحديات غير المسبوقة التي تواجه المنطقة؛ أبرزها استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. وأوضح أن القضية الفلسطينية كانت دائماً محوراً ثابتاً في زيارات ولي العهد الخارجية، وأن المواقف الرسمية للمملكة تؤكد رفضها القاطع لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني، أو اقتلاعه من أرضه، مؤكداً أن دعم المملكة يمثل عنصراً أساسياً لاستقرار المنطقة.
ثمنوا مواقف المملكة الثابتة تجاه «قضية العرب».. فلسطينيون لـ(البلاد): الزيارة فرصة مهمة لمناقشة إنهاء الاحتلال
