من يتابع دوري روشن السعودي للمحترفين هذا الموسم، لا يمكنه أن يتجاوز الحديث عن نادي التعاون، الذي يسير بثبات ويقدم مستويات فنية مدهشة، وضعته بين الكبار محتلًا المركز الثاني في سلم ترتيب الدوري، بعد 7 انتصارات متتالية، ولم يتعرض سوى لخسارة واحدة أمام النصر في أول جولة، في إشارة واضحة إلى تفوق الفريق، وعمق عمله الفني والاداري.
السؤال الذي يطرح نفسه.. ماذا تغير في فريق التعاون؟؟
بكل بساطة أجيب، ربما تمت بعض الإضافات المميزة في اللاعبين الأجانب، عدا ذلك لم يتغير شي جديد؛ بل هناك الفكر والثقافة والاستقرار؛ فالتعاون لم يركض خلف الأضواء، بل ركز على أهم عناصر النجاح والتفوق في كرة القدم الحديثة، وهي الاستقرار الإداري والعمل المؤسسي؟
من النادر أن تجد ناديًا في دوري المحترفين السعودي يعيش حالة من التفاهم بين رجالاته، كما هو الحال في التعاون، فليس هناك صراعات انتخابية أو انقسامات على كرسي الرئاسة؛ بل يتحد كل من خدم النادي في الماضي خلف الرئيس الحالي، ويدعمه بكل إخلاص حتى إنه في آخر انتخابات رسمية، حين طرحت الأسماء سادت روح التعاون الحقيقية، فحين اتفقت الأغلبية على مرشح واحد، انسحب الآخر احترامًا للمصلحة العامة. هذه الروح هي التي صنعت الفارق، أما فنيًا فالأمر لايختلف كثيرًا؛ فالمدرب البرازيلي شاموسكا ليس غريبًا على البيت التعاوني، فقد عاد إلى بيئة يعرفها جيداً وتعرفه، واستمر هذا الانسجام ليبني فريقا منضبطًا متماسكًا يجيد التنظيم الدفاعي والهجومي، ويملك روحًا عالية. اللاعبون بدورهم يلعبون بثقة ووعي تكتيكي كبير، وكأنهم يعكسون على المستطيل الأخضر صورة الإدارة الهادئة والعقلانية خارج الملعب.
اليوم يمكن أن نقول: إن التعاون يقدم نموذجًا في كيفية بناء فريق منافس دون ضجيج. نموذج في أن العمل الإداري المستقر هو الركيزة الأساسية لتحقيق أي إنجاز رياضي.
هكذا هو التعاون فخر بريدة، الذي يعكس صورة العمل المميز. لا مكان للمصالح الشخصية، بل العطاء.
التعاون ليس فريقًا منافسًا؛ بل يعتبر قدوة، وإذا استمر بهذا العطاء فليس مستبعدًا أن نراه يلامس الذهب من جديد. إن من يعمل بصمت؛ يتحصل على المجد في النهاية.
@jassim33jassim
التعاون.. نموذج للعمل الإداري الناجح
