البلاد (غزة)
حذر مسؤولون أوروبيون من أن تعثر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة؛ قد يؤدي إلى تقسيم القطاع الفلسطيني فعلياً بين منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وأخرى تديرها حركة حماس، وسط مؤشرات متزايدة على أن جهود المرحلة التالية من خطة إعادة الإعمار لن تتجاوز الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.
وأوضحت مصادر أوروبية أن المرحلة التالية من الخطة توقفت عملياً، وأن استمرار الجمود السياسي سيجعل الخط الأصفر، الذي تم الاتفاق عليه، يشكل الحدود الفعلية بين منطقتين في غزة لمدة غير محددة. وحذر المسؤولون من أن ذلك قد يؤدي إلى تقسيم يستمر لسنوات، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في القطاع.
وأشار المسؤولون الستة الأوروبيون المطلعون على جهود تنفيذ الخطة إلى أنه في حال عدم حدوث تحول كبير في مواقف حماس أو إسرائيل، أو غياب ضغط أميركي على إسرائيل لقبول دور للسلطة الفلسطينية ومسار إقامة دولة فلسطينية، فلن تتقدم خطة ترامب أبعد من وقف إطلاق النار الحالي.
كما صاغت الولايات المتحدة مسودة قرار لمجلس الأمن تمنح القوة متعددة الجنسيات وهيئة حكم انتقالية ولاية لمدة عامين، لكن عشرة دبلوماسيين أفادوا أن الحكومات ما تزال مترددة في إرسال قوات، بينما تناقش الأطراف فكرة إشراف دولي على سلاح حماس بدل تسليمه لإسرائيل أو لأي قوة أجنبية.
ومنذ 10 أكتوبر الماضي، وبموجب المرحلة الأولى من خطة ترامب، يسيطر الجيش الإسرائيلي على 53% من القطاع المطل على البحر المتوسط، بما يشمل معظم الأراضي الزراعية ورفح في الجنوب وأجزاء من مدينة غزة ومناطق حضرية أخرى. أما المرحلة التالية، فتتضمن انسحاباً إسرائيلياً إضافياً وفق الخط الأصفر، وإنشاء سلطة انتقالية لحكم غزة، ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات لتسلم المسؤولية من الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى نزع سلاح حماس وبدء إعادة الإعمار، إلا أن الخطة لا تتضمن جداول زمنية أو آليات واضحة للتنفيذ.
وتواصل حماس رفض نزع سلاحها، في حين ترفض إسرائيل أن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور في إدارة القطاع، ويظل الغموض يكتنف طبيعة القوة متعددة الجنسيات، ما يفاقم من صعوبة تنفيذ أي خطوات عملية لإنهاء الأزمة الإنسانية المستمرة.
وسط تعثر تنفيذ خطة ترمب.. تحذير أوروبي من تقسيم غزة
