المحليات

السعودية وماليزيا.. شراكة إستراتيجية تتجدد برؤية المستقبل

البلاد (الرياض)
تجسد العلاقات السعودية الماليزية نموذجاً مميزاً للتعاون الإسلامي والاقتصادي المتوازن، ارتكز على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وشهد خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في مجالات التنسيق السياسي والاستثماري والاقتصادي، بما يعزز مكانة البلدين على المستويين الإقليمي والدولي.
فقد أكدت الزيارة الرسمية، التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – إلى ماليزيا عام 2017م عمق الروابط بين البلدين؛ إذ تخللتها لقاءات رفيعة المستوى وتوقيع عدد من الاتفاقيات، التي شملت مجالات التعاون والاستثمار المختلفة؛ ما أسس لمرحلة جديدة من الشراكة البناءة.
ويواصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – دعم وتعزيز آفاق التعاون الثنائي مع ماليزيا، من خلال مبادرات نوعية؛ تسعى إلى توسيع مجالات العمل المشترك، وتطوير الشراكة الإستراتيجية؛ بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتوجت مسيرة التعاون في عام 2021م بتوقيع محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الماليزي، بحضور سمو ولي العهد، ودولة رئيس وزراء ماليزيا السابق محيي الدين ياسين، ليشكل منصة مؤسسية للارتقاء بالعلاقات الثنائية نحو مستويات أكثر شمولاً واستدامة. وقد عقد المجلس اجتماعه الأول في الرياض ديسمبر الماضي (2024م)، برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، مستهدفاً تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وفي الجانب الاقتصادي، شهد التبادل التجاري بين البلدين نمواً متسارعاً؛ إذ بلغ حجمه خلال عام 2024م وحتى منتصف 2025م نحو 13 مليار دولار، تميل كفته لصالح المملكة التي بلغت صادراتها إلى ماليزيا 10 مليارات دولار مقابل واردات قيمتها 3 مليارات دولار، لتصبح السعودية في المرتبة التاسعة عالمياً ضمن أكبر المصدّرين إلى ماليزيا.
كما برز التعاون في مجال الطاقة؛ كأحد أهم محاور الشراكة، من خلال المشاريع المشتركة بين أرامكو السعودية وبتروناس الماليزية في إنشاء مصفاة ومجمع بتروكيماويات متكامل، إضافة إلى توقيع شركة أكوا باور السعودية مذكرة تفاهم مع هيئة تنمية الاستثمار الماليزية؛ لتطوير مشاريع طاقة تصل سعتها إلى 12.5 جيجاواط بحلول 2040م، باستثمارات أولية تقدر بـ10 مليارات دولار.
ويحظى التقارب السعودي الماليزي بترحيب واسع في الأوساط الرسمية والشعبية في البلدين؛ إذ يجمع بينهما التزام مشترك بنهج الإسلام الوسطي المعتدل، ومكافحة التطرف والإرهاب، ودعم قضايا الأمة الإسلامية من خلال منظمة التعاون الإسلامي.
ويأمل الجانبان أن تشكل زيارة ملك ماليزيا إلى المملكة محطة جديدة؛ لتعميق التعاون وتعزيز الشراكة في ضوء الفرص، التي تتيحها رؤية السعودية 2030، والمشروعات التنموية الكبرى التي تعكس طموح البلدين نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *