مؤتمر ومعرض الحج يناقش تطوير البنية التحتية والمرافق والنقل

لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن وتحسين تجربتهم وإثرائها وتعزيز وتطوير البيئة الخدمية خلال مواسم الحج، حظيت منظومة البنية التحتية والمرافق والنقل في مكَّة المكرَّمة والمشاعر المقدسة مؤخراً، بتنفيذ العديد من المشروعات التطويرية الضخمة، التي تمثل منظومة تشغيلية متكاملة، تستند إلى الجاهزية المكانية والتحليل اللحظي، وضمن إطار تكاملي مرن مع منظومة الحج، وبما يتوافق مع مستهدفات جودة الحياة.
من هذه المشروعات التي تم تنفيذها مؤخراً على سبيل المثال لا الحصر؛ مشروع “مسار المشاعر” وتوسعة المسارات والمرافق، وتظليل مسارات المشاة لضمان انسيابية حركة الحجاج، وتطبيق نظام الخيام متعددة الطوابق لرفع كفاءة التوزيع داخل المخيمات، وتجهيز عدد من المستشفيات الميدانية، ومشروع سقيا الحجاج وتبريد المناخ برذاذ الماء، وزراعة آلاف الأشجار لتحسين البيئة وتقليل درجات الحرارة، ومشروع محطة معالجة مخلفات الذبح، إلى جانب إنشاء العديد من المرافق الخدمية المتنوعة الحديثة.
هذا بالإضافة إلى تطوير شبكة الطرق الحيوية في مكة والمشاعر، واستكمال أجزاء من الطريقين الدائريين الثاني والثالث، وتشغيل منظومة نقل متكاملة لنقل الحجاج عبر الحافلات وقطار المشاعر، وفق جدول زمني دقيق يغطي جميع مراحل تنقلاتهم، وتشغيل منظومة “حافلات مكة”، وتفعيل بعض خدمات التنقل الذكية مثل خدمة “السكوتر الكهربائي” دعمًا لخيارات التنقل الخفيف، وخدمة “أجرة مكة”، مدعومة بأنظمة تحليل بيانات التدفق البشري مع تعزيز الترابط مع شبكة النقل المركزية. بجانب مشروعات توسعة المسجد الحرام، والكباري والجسور والأنفاق، ومشروعات مياه وصرف صحي، وطاقة، واتصالات، وغيرها من مشروعات إسكان ومرافق صحية، تُسهم في إثراء تجربة الحاج، وتهدف لتعزيز كفاءة البنية التحتية والخدمات، ورفع مستوى الجاهزية، بارتكازها على التميز التشغيلي. ولتتوّج هذه الجهود؛ بإطلاق مشروع “عمارة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة”، بهدف ترسيخ الإرث المعماري العريق للعاصمة المقدسة ومشاعرها، بما يعكس مكانتها الروحية والتاريخية، ويعزز من جودة الحياة للسكان والزوار.
لتأتي النسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض الحج، الذي تنظمه وزارة الحجّ والعُمرة خلال الفترة من 09- 12 نوفمبر الجاري في “جدّة سوبر دوم” بمحافظة جدّة تحت شعار: “من مكة إلى العالم”، لتُعضِّد من هذه الجهود، وذلك بإبرازها من خلال جلساتها الحوارية وورش عملها ومختلف فعالياتها؛ ومناقشتها ووضعها ضمن أهم أجندتها وفي قلب برنامج هذه المناسبة المهمة.
حيث خصِّص “المؤتمر والمعرض” في نسخته الخامسة، العديد من الجلسات لمناقشة سُبل التعاون وآليات تحقيق الأهداف الرئيسة التي تُسهم في تطوير منظومة “البنية التحتية والمرافق والنقل”، والتي منها جلسة بعنوان: “السلامة الوقائية لضيوف الرحمن”، وثانية عنوانها: “بناء منظومة وطنية لتأهيل الكوادر البشرية في خدمة ضيوف الرحمن”، وأيضاً جلسة حوارية بعنوان: “التكامل التشغيلي لإدارة البنى التحتية والخدمات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة”، وأخرى ستناقش: “الجاهزية الأرضية والتميز التشغيلي في خدمة ضيوف الرحمن”. هذا بالإضافة إلى عدد من ورش العمل التدريبية المختصة بهذه المنظومة.
ولتؤكِّد النسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض الحج؛ أنّ جميع هذه الجهود الكبيرة من مشروعات ضخمة ومبادرات، التي بدورها تهدف لتطوير البنية التحتية للعاصمة المقدسة والمشاعر، والإسهام في الارتقاء بالخدمات المقدمة فيهما، وتجسيد مفهوم الأنسنة، بُنيت على جهود متكاملة وعمليات تخطيط مشترك، لتعكس حجم التنسيق والتكامل القائم بين جميع القطاعات والجهات الشريكة في منظومة خدمات الحج، لتحقيق أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ والخدمة، ولتحقيق مستهدفات برامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد مرتكزات “رؤية المملكة 2030وبرامجها التنفيذية.