السياسة

رغم الرسائل المتبادلة.. بقائي: لا تفاوض حالياً بين طهران وواشنطن

البلاد (طهران)
في خضم الجدل الدائر حول مستقبل الملف النووي الإيراني واستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس (الاثنين)، أنه لا توجد حالياً أي عملية تفاوضية بين طهران وواشنطن، رغم تأكيد الحكومة الإيرانية في وقت سابق تلقيها رسائل عبر وسطاء بهذا الشأن.
وقال المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي: إن الزيارة الأخيرة لمندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت‌ روانجي إلى سلطنة عُمان”لم تتضمن أي رسالة من الجانب الأمريكي”، مشيراً إلى أن استمرار الوسطاء في محاولاتهم لتقريب وجهات النظر أمر طبيعي، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني إطلاق العملية التفاوضية.
جاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من إعلان المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني، أن طهران تلقت دعوات ورسائل لاستئناف المحادثات النووية، في وقت أكد فيه وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي خلال مؤتمر”حوار المنامة” أن بلاده استضافت خمس جولات من المحادثات بين الطرفين هذا العام، قبل أن تتوقف الجولة السادسة؛ بسبب الهجمات الإسرائيلية على إيران في يونيو الماضي.
وفي سياق متصل، بعث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي برسالة إيجابية إلى واشنطن عبر منشور على منصة”إكس”، مؤكداً أن إيران لم تنسف المسار الدبلوماسي، وأنه لم يفت الأوان بعد لعكس الاتجاه. واعتبر عراقجي أن إسرائيل هي من فجّرت طاولة المفاوضات؛ لأنها تخشى فشل مشروع شيطنة إيران، مشيراً إلى أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفت وجود أي تهديد نووي إيراني قبل الغارات الأخيرة، غير أن المرشد الأعلى علي خامنئي أطلق أمس خطاباً حادّ اللهجة، أكد فيه أن أمريكا لا تريد من إيران سوى الاستسلام، معتبراً أن الخلاف مع واشنطن جوهري وليس تكتيكياً، وأن التعاون بين الجانبين غير ممكن في ظل دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وتدخلها في شؤون المنطقة.
أما أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، فحاول التوفيق بين المواقف قائلاً:”نحن لم نرفض التفاوض، لكننا لن نقبل بشروط مسبقة”، مشدداً على أن أي حوار مستقبلي يجب أن يكون حقيقياً ومتوازناً يخدم مصالح إيران الوطنية.
وتعكس هذه التصريحات المتضاربة داخل المؤسسات الإيرانية حالة التردد في الموقف الرسمي بين الرغبة في استئناف المفاوضات والخشية من الظهور بموقع المتنازل أمام واشنطن، فيما تبقى مساعي الوساطة الإقليمية، خصوصاً من سلطنة عُمان، الأمل الأخير لإحياء المسار الدبلوماسي المتعثر منذ أكثر من عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *