البلاد (واشنطن، دمشق)
تشهد الساحة السورية تفاعلات متسارعة على المستويين السياسي والميداني، إذ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية دعم إدارة الرئيس دونالد ترمب لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب”قانون قيصر”، في وقتٍ نفّذت فيه قوات إسرائيلية توغلات جديدة في ريف القنيطرة الشمالي، ما يعيد المشهد السوري إلى واجهة الأحداث الإقليمية مجددًا.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تعمل من خلال مشروع قانون”تفويض الدفاع الوطني” على إلغاء العقوبات المتبقية ضد سوريا، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية “ترحّب بأي استثمار أو مشاركة في سوريا تسهم في بناء دولة يسودها السلام والازدهار”، مضيفاً أن البيت الأبيض يضغط على الكونغرس لتبني المشروع قبل نهاية العام الجاري.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثّل تحولاً لافتاً في الموقف الأمريكي تجاه دمشق، بعد مرور أقل من عام على تولي أحمد الشرع رئاسة البلاد عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. وكان ترمب قد أصدر حينها أمراً تنفيذياً ألغى بموجبه معظم العقوبات الأمريكية، باستثناء تلك المفروضة بموجب”قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين”، والتي تتطلب موافقة الكونغرس لرفعها نهائياً.
ويهدف القانون، الذي أُقرّ نسبةً إلى الضابط المنشق”قيصر”، إلى تشديد الخناق المالي على الحكومة السورية من خلال معاقبة داعمي الجيش السوري وصناعاته الرئيسة. لكن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك وصفه مؤخراً بأنه “قانون خدم غرضه الأخلاقي ضد الأسد، لكنه اليوم يخنق أمة تحاول النهوض من الركام”، داعياً إلى إطلاق “جهود إعادة إعمار شاملة على غرار أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية”.
وبينما تتحرك واشنطن في اتجاه رفع العقوبات، شهدت الجبهة الجنوبية في سوريا تصعيداً ميدانياً جديداً، إذ توغلت قوات إسرائيلية، أمس (السبت)، في محيط قرية أوفانيا بريف القنيطرة الشمالي، مستخدمةً 12 عربة عسكرية وناقلات جند، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”. وأشارت المصادر إلى أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى التل الأحمر، في خطوة وصفتها دمشق بأنها “انتهاك صريح لاتفاقية فصل القوات المبرمة عام 1974”.
ومنذ سقوط نظام الأسد أواخر 2024، كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته وتوغلاته داخل الأراضي السورية، متجاوزاً المناطق المحتلة من هضبة الجولان إلى عمق القنيطرة ودرعا وريف دمشق، فيما تتهم دمشق تل أبيب بمحاولة فرض “أمر واقع ميداني” في الجنوب السوري.
توغلات إسرائيلية في القنيطرة.. واشنطن تمهد لرفع عقوبات «قيصر» عن سوريا
