البلاد (الرياض)
تتواصل منافسات بطولة العالم لرياضة الإطفاء والإنقاذ في أجواء تنافسية مشتعلة؛ تعكس جاهزية أبطال الدفاع المدني من مختلف دول العالم، حيث يشهد اليوم (الخميس)، سباق التتابع 400 متر، وهو من أكثر السباقات انسجامًا مع طبيعة العمل الفعلي لفرق الإطفاء والإنقاذ؛ إذ يعتمد على التعاون والدقة في تسليم واستلام المعدات، ما يعكس مدى الانسجام بين أفراد الفريق، واستعدادهم للتعامل مع الطوارئ في وقت واحد.
ويخوض رجال وسيدات الإطفاء هذا التحدي، ضمن أجواء حماسية، يرتفع فيها الترقب مع كل جولة، خصوصًا أن تفاصيل بسيطة خلال التتابع قد تصنع الفارق بين الانتصار والخسارة. ويؤكد هذا السباق أهمية الجماعية في الأعمال الميدانية، ويجسد الجانب التكتيكي لهذه الرياضة التي تجمع بين القوة والانضباط والسرعة.
وتصل البطولة إلى ذروتها يوم غد الجمعة 31 أكتوبر الجاري، حيث يقام سباق المكافحة المعروف بـ”الانتشار القتالي”، وهو التحدي الأقوى، الذي يختبر قدرة المتسابقين على التعامل مع معدات الإطفاء، ومد خراطيم المياه، والسيطرة على “النيران الافتراضية” وتنفيذ إجراءات المكافحة خلال وقت قياسي. ويعد هذا السباق أكثر ارتباطًا بجوهر مهنة الإطفاء، ما يمنحه أهمية مضاعفة لدى الجماهير والمتابعين والخبراء.
ومع ختام المنافسات، يقام حفل التتويج الذي سيشهد إعلان أبطال العالم، وتكريم المتميزين والفرق المشاركة، إلى جانب الاحتفاء بجهود اللجان المنظمة والجهات الداعمة، في مشهد يليق بختام بطولة عالمية، تستضيفها المملكة العربية السعودية- للمرة الأولى- بحرفية عالية ومعايير تنظيمية دولية.
وكانت البطولة قد بدأت منافساتها في وقت سابق بسباق تسلق السلم والبرج، الذي أُقيم أمس الأول، الذي حقق نجاحًا كبيرًا من حيث التنظيم والمستوى الفني للمتسابقين. كما شهد اليوم نفسه إقامة حفل الافتتاح الذي جمع الوفود المشاركة تحت راية الروح الرياضية والتنافس الشريف، مستعرضًا قيم البطولة ورسالتها في رفع جاهزية فرق الإطفاء حول العالم ونشر ثقافة السلامة والوقاية. واستمرت البطولة أمس بسباق 100 متر، الذي يعد واحدًا من أبرز مسابقات البطولة وأكثرها إثارة، حيث أظهر المتسابقون خلاله مهارات عالية في الجري السريع المصحوب بحمل معدات الإطفاء والتعامل معها، في محاكاة لسيناريوهات ميدانية، تتطلب سرعة استجابة وتركيزًا كبيرًا تحت ضغط الوقت.
تأتي استضافة هذه البطولة ترجمة لاهتمام المملكة بتمكين الكفاءات الميدانية لرجال وسيدات الإطفاء، وتعزيز تبادل الخبرات بين الدول المشاركة، عبر منافسات تحاكي الواقع وتدعم التطوير المستمر لمهارات الاستجابة للطوارئ. كما تعزز البطولة حضور الرياضات النوعية وتشجع الجيل الجديد على الانضمام إلى المهن الإنسانية التي تقوم على حماية الأرواح والممتلكات. ويتجلى خلالها دور المملكة المتنامي في تنظيم الأحداث الرياضية العالمية بمختلف أنواعها، وبما يعكس الثقة الدولية في إمكاناتها التنظيمية المتقدمة، واستعدادها الدائم لاحتضان البطولات الكبرى.
انطلاق «سباق التتابع» اليوم.. ذروة التحدي.. سباقات تحاكي الواقع وتختبر الجاهزية
