البلاد (طهران)
في ظل استمرار التوترات بين إيران والدول الغربية، وبالأخص الولايات المتحدة وإسرائيل، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده لا تزال مستعدة لإدارة العلاقات والدخول في مفاوضات لبناء الثقة وحل الخلافات حول برنامجها النووي.
وأشار عراقجي، في مقابلة عبر الإنترنت نقلتها وكالة”إيسنا”، إلى أن واشنطن طالبت طهران الشهر الماضي بتسليم اليورانيوم المخصب مقابل تأجيل تفعيل آلية الزناد الخاصة بالعقوبات، لكنه أكد أن إيران مستعدة للتفاوض وتنفيذ أي اتفاق يُبرم، مع التشديد على حق طهران في تخصيب اليورانيوم وعدم جواز حرمانها منه لأي سبب مهما كانت المخاوف الدولية.
وتأتي تصريحات عراقجي بعد أكثر من شهر على إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، عقب فشل المفاوضات مع الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) بشأن الملف النووي. ووضح علي لاريجاني، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، أن سبب فشل تلك المفاوضات كان طلب الدول الغربية خفض مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من 500 كيلومتر، وهو ما رفضته طهران باعتباره تهديداً لأمنها القومي وركيزة أساسية لقدراتها الدفاعية.
وقال لاريجاني خلال مراسم ذكرى مقتل حسين همداني في سوريا:”خفض مدى صواريخنا يُضعف أهم أدواتنا الدفاعية، وطلب الغرب يعد في الواقع مطلباً بالاستسلام”.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أعلن سابقاً أن بلاده لن تعود إلى المفاوضات طالما أن الولايات المتحدة تقدم مطالب وصفها بـ”غير المعقولة والمبالغ فيها”. وذكر أن العلاقات بين إيران وأميركا قابلة للإدارة، لكن التفاهم يحتاج إلى احترام الحقوق الوطنية الإيرانية، بما في ذلك برنامجها النووي والصواريخ الباليستية.
وتأتي هذه التصريحات في سياق تاريخي من التوترات، إذ شهدت الفترة الماضية خمس جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن، قبل أن تشن إسرائيل في يونيو الماضي حملة جوية استمرت 12 يوماً، شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف منشآت نووية إيرانية. كما أعادت الترويكا الأوروبية في أغسطس الماضي تفعيل مسار”سناب باك”، ما أدى إلى إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.
وسط مطالب غربية وشروط صعبة.. إيران تؤكد استعدادها للتفاوض النووي
