السياسة

في ظل تصاعد التوتر بين موسكو وكييف.. ترمب يقترح «تجميد الحرب» عند خطوط التماس

البلاد (واشنطن، كييف، موسكو)
تزامناً مع تصعيد ميداني جديد في أوكرانيا وهجمات متبادلة بين موسكو وكييف، تتزايد التحركات الدبلوماسية بشأن مبادرة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وسط تباين في المواقف حول إمكانية تجميد القتال عند خطوط التماس الحالية كحل مؤقت للأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحات أدلى بها في أوسلو، اقتراح ترمب بالتفاوض انطلاقاً من خطوط التماس الحالية بأنه “حل وسط جيد”، لكنه شكك في استعداد موسكو لتبنيه، قائلاً:” اقترح الرئيس الأمريكي أن نبقى في مواقعنا ونبدأ الحوار، وهو حل معقول، لكنني لست متأكداً أن بوتين سيوافق عليه”.
تأتي هذه التصريحات بينما يتوجه زيلينسكي إلى السويد لتوقيع اتفاق جديد لتصدير الأسلحة، حيث سيلتقي رئيس الوزراء أولف كريسترسون في مدينة لينكوبينغ بمقر شركة “ساب” المنتجة لمقاتلات “غريبن”.
وفي تطور موازٍ، كشفت مصادر أمريكية أن موسكو أرسلت إلى واشنطن ما يسمى “وثيقة غير رسمية” تتضمن شروطها السابقة لعقد اتفاق سلام، أبرزها السيطرة الكاملة على إقليم دونباس، وهو ما يتناقض مع مقترح ترمب القاضي بتجميد الأوضاع الميدانية. وتزامن ذلك مع أنباء عن تحضيرات لعقد قمة بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، رغم تضارب التصريحات بشأن موعدها.
الكرملين أكد عبر المتحدث ديمتري بيسكوف أن التحضيرات للقمة مستمرة، مشيراً إلى أن الجمود في التسوية “يتطلب تدخلاً على أعلى مستوى”، فيما أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن بلاده تواصل التحضير للقمة التي أطلق عليها “قمة السلام”، من دون تحديد موعدها بعد.
في المقابل، أبدى ترمب تحفظاً متزايداً على اللقاء، معلناً من البيت الأبيض أنه لا يريد “اجتماعاً بلا جدوى”، مضيفاً: “لا أريد إضاعة الوقت، وسنرى ما سيحدث”. وقد أُلغيت لقاءات تمهيدية بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي كانت مخصصة للتحضير للقمة.
وعلى الصعيد الميداني، شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً واسعاً، إذ شنت القوات الروسية هجوماً صاروخياً على العاصمة كييف وعدة مدن أوكرانية، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، إلى جانب حرائق وانقطاع للكهرباء في عدد من المناطق. وأعلنت السلطات أن الدفاعات الجوية أسقطت معظم الصواريخ، لكن شظاياها تسببت بأضرار في منشآت سكنية وطبية. كما طالت الهجمات مدن زابوريجيا وكامينسكي وإيزمايل جنوب البلاد، حيث أُعلن عن أضرار جسيمة وانقطاع التيار الكهربائي.
وفي المقابل، نفذ الجيش الأوكراني هجوماً صاروخياً على مصنع كيماويات في منطقة بريانسك الروسية بصواريخ “ستورم شادو” البريطانية – الفرنسية، وصفه بأنه هدف “بالغ الأهمية” للمجهود الحربي الروسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *