البلاد (الخرطوم)
شهدت ولاية جنوب كردفان أمس (الأحد) تصعيداً عسكرياً جديداً، بعدما استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع مواقع داخل مدينة كادوقلي، عاصمة الولاية.
وأوضحت مصادر محلية أن الطائرات المسيّرة، بعضها انتحاري واستراتيجي، حاولت تنفيذ هجمات مركزة على مواقع عسكرية وأمنية في المدينة، غير أن قوات الجيش السوداني بالفرقة 14، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، كانت في حالة تأهب مسبق تحسباً لهذه الضربات، بعد سلسلة هجمات مماثلة خلال الأيام الماضية على مناطق عدة في جنوب كردفان.
وكشف مسؤول عسكري وفقاً للعربية أن المسيرات فشلت في إصابة أهدافها، بعدما تعاملت معها المضادات الأرضية التابعة للجيش بكفاءة، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية نجحت في إسقاط عدد منها قبل بلوغ أهدافها داخل المدينة.
وفي سياق متصل، أفاد شهود عيان من مدينة الدلنج بالولاية نفسها، أن قذيفة مدفعية أطلقتها قوات الدعم السريع سقطت على مطبخ خيري، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايتي دارفور وكردفان، لاسيما بعد تمكن الجيش من استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم. وقد لجأت قوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة إلى استخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية في هجماتها، في محاولة لتعويض خسائرها الميدانية.
وتحاصر قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام مدينة الفاشر، آخر معقل رئيسي للجيش في إقليم دارفور، فيما تستمر المعارك في مناطق عدة غرب البلاد.
وتسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، إذ أجبرت أكثر من 13 مليون سوداني على النزوح، بينهم نحو مليون فرّوا من مدينة الفاشر وحدها، وفق تقديرات أممية حديثة.
الجيش السوداني يتصدى لمسيرات الدعم السريع بكادوقلي
