أكد أن الظروف الحالية تشجع على التسويات السياسية.. عون يدعو للتفاوض مع إسرائيل لحل القضايا العالقة

البلاد (بيروت)
دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، أمس (الاثنين)، إلى بدء مفاوضات مع إسرائيل؛ بهدف حل المشكلات العالقة بين الطرفين، مؤكداً أن الظروف الحالية تشجع على التسويات السياسية، خصوصاً في أعقاب الصراع الأخير في غزة.
وقال عون خلال لقاء مع وفد من الإعلاميين الاقتصاديين، وفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية؛ إن “الدولة اللبنانية سبق أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أمريكية والأمم المتحدة، ما أدى إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية”، متسائلاً:”ما الذي يمنع تكرار هذا النموذج لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيما وأن الحرب لم تحقق نتائج؟” وأضاف:”اليوم الجو العام هو جو تسويات، ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيُحدد في حينه”.
ورداً على سؤال حول موقف لبنان من التطورات الإقليمية، أكد عون أن بلاده لا يمكن أن تبقى خارج مسار التسويات الإقليمية، مشدداً على أن “استمرار الحرب والدمار لم يعد خياراً قابلاً للتحمل”.
وشدد الرئيس اللبناني على أهمية مسؤولية الإعلام اللبناني ووضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى، محذراً من أن استمرار إسرائيل في توجيه رسائل عسكرية ودموية يضع لبنان تحت ضغط مستمر، وهو ما يستلزم وقف العمليات العسكرية لبدء عملية التفاوض بشكل فعلي.
تأتي تصريحات عون في وقت تواصل فيه إسرائيل شن غارات تستهدف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي برعاية أميركية وفرنسية، والذي نص على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، مع حصر حمل السلاح بالأجهزة الرسمية اللبنانية.
من جانبه، سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن دعا لبنان في سبتمبر الماضي إلى بدء مفاوضات مباشرة، مؤكداً إمكانية تحقيق سلام مستدام في حال اتخاذ خطوات حقيقية تجاه نزع سلاح حزب الله. وفي المقابل، أعلنت الحكومة اللبنانية في أغسطس الماضي خطتها لتجريد الحزب من سلاحه قبل نهاية العام، خطوة رفضها الأخير على الفور، ما يعكس استمرار حالة التوتر والرفض لأي تسوية أحادية الجانب.
ويشهد النزاع بين لبنان وإسرائيل حالة من العداء الرسمي المستمر منذ سنوات، مع تجميد جهود التفاوض التي بدأت الولايات المتحدة في 2023 لترسيم الحدود البرية بعد اتفاق 2022 على الحدود البحرية، قبل أن تتوقف؛ بسبب اندلاع المواجهات بين حزب الله وتل أبيب في أكتوبر من العام نفسه.