السياسة

تحذيرات روسية لواشنطن وأوروبا: «توماهوك» قد تشعل مواجهة نووية

البلاد (موسكو، كييف)
حذرت روسيا، أمس (الاثنين)، واشنطن من “عواقب وخيمة” إذا مضت في تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى، في تصعيد جديد يعيد التوتر بين موسكو والغرب إلى ذروته، فيما حذر الاتحاد الأوروبي من أن الانتهاكات الروسية المتكررة لمجاله الجوي قد تؤدي إلى “حرب غير مقصودة”.
وقال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في منشور عبر “تليغرام”: إن “توريد صواريخ توماهوك الأميركية لأوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الجميع، وخاصة على الرئيس ترمب نفسه”، مضيفاً أن من المستحيل التمييز بين الصواريخ التقليدية وتلك المزودة برؤوس نووية بمجرد إطلاقها. وكتب ميدفيديف متسائلاً بلهجة تهديدية: “كيف ينبغي لروسيا أن ترد؟ بالضبط!”، في إشارة إلى إمكانية أن يكون الرد نووياً.
وجاءت تصريحات ميدفيديف بعد أن قال ترمب، خلال حديثه مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه إلى إسرائيل، إنه قد يرسل صواريخ “توماهوك” إلى أوكرانيا إذا لم تُنهِ موسكو الحرب قريباً. وأضاف: “توماهوك سلاح هجومي مذهل، وبصراحة، روسيا لا تحتاج ذلك”.
وأشار ترامب إلى أنه ناقش هذا الاحتمال في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفاً المحادثة بأنها “مثمرة للغاية”، إذ تناولت تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية وزيادة قدراتها بعيدة المدى.
من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني زيلينسكي إمكانية تزويد بلاده بصواريخ توماهوك بأنها “فرصة لتغيير موازين الحرب”، مؤكداً أن أوكرانيا “لن تستخدم هذه الصواريخ ضد المدنيين”، بل للدفاع عن أراضيها واستعادة المناطق التي احتلتها روسيا. وفي سياق متصل، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، خلال زيارة إلى كييف: إن روسيا تُخاطر بإشعال حرب في أوروبا بسبب توغلات الطائرات والمسيّرات الروسية المتكررة في المجال الجوي الأوروبي.
وأضافت كالاس: “في كل مرة تنتهك فيها طائرة أو مسيّرة روسية مجالنا الجوي، هناك خطر بالتصعيد سواء كان مقصوداً أم لا”، داعية إلى تحويل القوة الاقتصادية الأوروبية إلى قوة ردع عسكرية حقيقية.
وأشارت الوزيرة الإستونية إلى أن الناتو عزز دفاعاته على الحدود الشرقية بعد سلسلة حوادث جوية شملت دولاً في البلطيق وبولندا، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي “يرحب بتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك الأمريكية” باعتبارها خطوة من شأنها تقوية كييف وإضعاف موسكو.
في الوقت نفسه، أعلنت السلطات الأوكرانية تقنين الكهرباء في سبع مناطق شرق ووسط البلاد بعد سلسلة غارات روسية جديدة استهدفت محطات الطاقة، في تكرار للهجمات التي سبقت شتاء العام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *