البلاد (كابل)
أعلنت وزارة الدفاع في حكومة طالبان، أمس (الأحد)، انتهاء العمليات العسكرية على الحدود مع باكستان، مؤكدة أن التهدئة جاءت نتيجة وساطة سعودية قطرية مشتركة أسهمت في نزع فتيل التوتر الذي تصاعد خلال الأيام الماضية بين البلدين الجارين.
وقالت الوزارة في بيانها إن الجهود الدبلوماسية التي قادتها السعودية وقطر نجحت في إقناع الطرفين بوقف العمليات الميدانية واستئناف قنوات التواصل الأمني، بعد مواجهات محدودة شهدتها مناطق حدودية خلال الأسبوع الجاري.
وكان التصعيد قد بدأ الخميس الماضي عندما دوّت انفجارات في العاصمة كابول وفي ولايات جنوبي شرقي البلاد، أعقبتها اتهامات مباشرة من وزارة الدفاع الأفغانية لإسلام آباد بـ”انتهاك السيادة الوطنية”، بينما رفضت باكستان الاتهامات ودعت حكومة طالبان إلى منع نشاط حركة طالبان الباكستانية داخل أراضيها.
وفي سياق التحركات الدبلوماسية، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً السبت، أعربت فيه عن قلق المملكة البالغ إزاء الاشتباكات الحدودية، داعية الطرفين إلى أقصى درجات ضبط النفس، وتغليب لغة الحوار والحكمة حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة.
وأكد البيان دعم السعودية الكامل لكل الجهود الإقليمية والدولية التي تسعى إلى تعزيز السلام والاستقرار، مجدداً حرصها الدائم على تحقيق الازدهار للشعبين الباكستاني والأفغاني الشقيقين.
من جانبها، أعربت قطر عن قلقها من التصعيد الحدودي، وحثت في بيان لوزارة خارجيتها الطرفين على احتواء الخلافات عبر الدبلوماسية والحوار، مؤكدة دعم الدوحة لكل المبادرات التي تعزز الأمن والسلم الإقليميين.
وتأتي هذه الوساطة المزدوجة في إطار ما تصفه مصادر دبلوماسية بأنه تحرك خليجي منسق لتجنيب المنطقة موجة جديدة من التوترات الأمنية، في وقت تواجه فيه أفغانستان تحديات داخلية متزايدة، وتعمل باكستان على احتواء هجمات متكررة تُنسب لعناصر متشددة عبر الحدود.
وبانتهاء العمليات، تكون الأزمة الأخيرة قد دخلت مرحلة التهدئة السياسية، وسط ترقب لنتائج الاتصالات التي تجريها الرياض والدوحة مع قيادتي البلدين لترسيخ الاستقرار الدائم على حدودهما المشتركة.
بوساطة سعودية – قطرية.. انتهاء العمليات العسكرية بين أفغانستان وباكستان
