أكد الرد بكل الوسائل.. الناتو يحذر روسيا من انتهاكات الأجواء

البلاد (بروكسل)
صعّد حلف شمال الأطلسي (الناتو) لهجته تجاه موسكو، مطالباً إياها بوقف الانتهاكات “التصعيدية والخطيرة” لمجال دوله الجوي، وذلك عقب سلسلة حوادث متكررة شملت طائرات مقاتلة ومسيّرات روسية خلال الأسابيع الماضية، طالت إستونيا وبولندا ورومانيا وحتى أجواء قريبة من الدنمارك والنرويج.
وجاء التحذير بعد اجتماع عاجل عقده سفراء الدول الأعضاء الـ32 في مقر الحلف ببروكسل، على خلفية حادثة اختراق ثلاث مقاتلات روسية المجال الجوي لإستونيا الأسبوع الماضي، وهو ما اعتبره الحلف تهديداً مباشراً لأمنه الجماعي.
وقال بيان مشترك صدر عقب الاجتماع إن “روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال التصعيدية التي تعرض حياة البشر للخطر، وقد تؤدي إلى أحداث غير محسوبة العواقب”. وأكد الحلف أن التزامه بالمادة الخامسة، التي تنص على الدفاع المشترك في حال تعرض أي عضو لهجوم، “راسخ وغير قابل للتراجع”.
الأمين العام للناتو أشار بدوره إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد ما إذا كانت روسيا تقف وراء الطائرات المسيّرة التي حلقت فوق الدنمارك وأدت إلى إغلاق مطار كوبنهاغن مؤقتاً يوم الاثنين، لكنه شدد على أن “الحوادث المتكررة تعكس نمطاً مقلقاً من السلوك الروسي”.
وفي السياق نفسه، أكدت الحكومة النرويجية أن مقاتلات روسية انتهكت مجالها الجوي ثلاث مرات هذا العام. وقال رئيس الوزراء يوناس غار ستور إن “هذه الحوادث غير مقبولة، سواء وقعت عن قصد أو بسبب أخطاء ملاحية”، مشيراً إلى أن أوسلو أوضحت احتجاجها لموسكو بشكل مباشر.
من جانب آخر، حذر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي من أن بلاده ودول الحلف “لن تتردد في إسقاط أي طائرة أو صاروخ ينتهك أجواءها”، مضيفاً: “إذا سقط حطام هذه الطائرات على أراضي الناتو، فلا يحق لروسيا أن تشتكي في الأمم المتحدة”.
وكانت بولندا قد شهدت مطلع سبتمبر اختراق نحو 20 مسيّرة روسية لمجالها الجوي، قبل أن تتمكن مقاتلات بولندية وهولندية من طراز “إف-35” من إسقاط ثلاث منها، في حادثة وصفت بالأولى من نوعها في تاريخ الناتو منذ منتصف التسعينيات. كما أعلنت رومانيا لاحقاً سقوط مسيّرة روسية داخل أجوائها.
وخلال جلسة طارئة بمجلس الأمن الدولي في نيويورك، الاثنين، حمّلت دول الحلف روسيا مسؤولية هذه الانتهاكات، فيما حذرت بريطانيا من أن “تكرار هذه الأفعال قد يشعل فتيل صراع مسلح أوسع نطاقاً في أوروبا”.
وبينما يواصل الناتو توجيه إنذاراته العلنية، يبقى المشهد مفتوحاً على احتمالات التصعيد، في ظل استمرار الانتهاكات الروسية وتلويح الحلف باستخدام “جميع الوسائل العسكرية وغير العسكرية المتاحة” لحماية أجوائه والدفاع عن أمن أعضائه.