البلاد (الرياض)
أعلن الجيش السوداني، أمس (الأحد)، عن تصديه لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في إطار معارك عنيفة ومتواصلة منذ أشهر على الرغم من الحصار المفروض على المدينة منذ مايو (أيار) 2024.
تأتي الهجمات المتكررة على الفاشر – التي تمثل مركزاً رئيسياً للعمليات الإنسانية في ولايات دارفور الخمس – وسط مخاوف دولية متصاعدة من انهيار الوضع الإنساني. وكانت الأمم المتحدة قد أكدت الجمعة الماضية مقتل 89 مدنياً خلال عشرة أيام فقط، نتيجة هجمات نسبت إلى قوات الدعم السريع على الفاشر ومخيم أبو شوك المجاور لها، فيما رجّحت أن يكون العدد الفعلي للضحايا أكبر بكثير.
المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورنس، شدّد خلال إحاطة صحافية في جنيف على أن ما يحدث”غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً”، في حين حذّرت منظمة الصحة العالمية من أزمة إنسانية وصحية خانقة تضرب المدينة.
وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير: إن المدنيين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والأدوية، إلى جانب انتشار سوء التغذية وتزايد حالات الوفاة، مضيفاً أن تفشي الكوليرا في إقليم دارفور والمخيمات يضاعف الضغوط على القطاع الصحي المنهك. وأوضحت المنظمة أن السودان بأكمله يشهد انتشاراً واسعاً للكوليرا، حيث سُجلت أكثر من 48 ألف إصابة و1094 وفاة حتى 11 أغسطس الجاري.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً داخل البلاد وخارجها، فيما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بما يقارب 130 ألفاً، ما يجعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وسط تحذيرات من كارثة إنسانية.. الجيش السوداني يتصدى لهجوم جديد في الفاشر
