ونحن على أعتاب موسم الحج؛ حيث تجند المملكة كافة إمكاناتها وطاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير الأجواء اللائقة بقدسية الشعيرة، وتفرغ الحجاج لأداء المناسك.. في سكينة وطمأنينة. تجتر الأصوات الناعقة نفس النغمة، التي لازالوا يرددونها منذ أربعين عاماً، من الدعوة إلى تسيس الحج واستغلال الشعيرة، في محاولة تنفيذ مؤامراتهم الخبيثة، لتعكير صفو الموسم، وصرف ضيوف الرحمن عما حلموا به، وأتوا لأجله، من كافة أصقاع الأرض، ملبيين دعوة أبيهم إبراهيم، عليه السلام.
إن مشهد استقبال طلائع ضيوف الرحمن أمس الأول في مطار الملك عبدالعزيز بجدة، والمدينة المنورة، وهذا المزيج من الفرح والدموع على وجوه البسطاء؛ تأثراً بهذا الترحيب الذي يترجم بصدق شعار المملكة “خدمة ضيوف الرحمن شرف لنا” .. هذا المشهد الجليل في حد ذاته يجب أن يردع هؤلاء الفاسدين المفسدين من الاستمرار في غيهم، احتراماً لقدسية الشعيرة وتقديراً لهذه الأحاسيس الفياضة، لمن كُتب له أداء الفريضة، وربما أفنى عمره يحلم بأن يقف أمام الكعبة المشرفة، ويزور مسجد الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام.
إن مشهد علي خامنئي مرشد النظام الإيراني منذ أيام، وهو يدعو أمام حشد من الملالي إلى تسييس الحج يذكرنا بنفس مشهد الغوغاء منذ 37 عاماً، رافعين شعارات طائفية، وصور الخميني “المرشد الإيراني الأول” في تجمعات إجرامية أمام الحرمين الشريفين.
وعلى مدار هذه السنين لم تتوقف محاولات نظام الملالي عن العبث بالشعيرة، وصرف ضيوف الرحمن عن الاستفادة من خدمات تفوق الوصف وفرتها المملكة؛ لكي يتفرغوا لأداء شعائرهم في أجواء روحانية، يشهد بعظمتها القاصي والداني.
هذه المحاولات الخبيثة من قبل نظام الملالي، ومن يدورون في فلكه، لم ولن تثنى المملكة على أداء الرسالة، التي كلفت وشرفت بها من خدمة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن والوقوف سداً منيعاً في وجه من يحاول المساس بالمشاعر المقدسة، أو إفساد راحة وفرحة الحجيج.
إن رفض تسييس الحج، والضرب بيد من حديد على من تسول نفسه له ذلك، أحد ثوابت المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين.
لقد قيض الله الشعب السعودي تحت قيادته الرشيدة لهذه المهمة الجليلة، وسيظل يثبت كل يوم أنه كفيل بهذا الشرف.