الخرطوم ــ وكالات
توصل فريقا الأزمة السودانية “المجلس العسكري الانتقالي، وقوى الحرية والتغيير إلى اتفاق بشأن تشكيلة المجلس السيادي في البلاد، وذلك بعد يومين من المفاوضات المباشرة.
وقال المبعوث الإفريقي في السودان محمد ولد لبات : إن الطرفين اتفقا على رئاسة مجلس السيادي بالتناوب ولمدة 3 سنوات على الأقل، والتحقيق بشكل شفاف في أحداث العنف، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، لافتا إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تحسين الأوضاع.
كما نص الاتفاق كذلك على إرجاء إقامة المجلس التشريعي إلى ما بعد تشكيل الحكومة.
وأضاف ولد لبات أن الاتفاق نص على أن تكون الست أشهر الأولى من الفترة الانتقالية مخصصة لقضية السلام ووقف الحرب من خلال التواصل مع الحركات المسلحة.
وشدد الوسيط الأفريقي على أن الطرفين أظهرا مسؤولية عالية ووطنية وصراحة وتشبث بالعميق للمصالح العليا للشعب السوداني .
وفى السياق، قال القيادي في قوى الحرية والتغيير عمر الدقير: إن الاتفاق يفتح الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية والتي ستباشر تنفيذ برامج الإصلاح في فضاءات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ستكون من أهم أولويات هذه الحكومة هو الاهتمام بقضية السلام والتحقيق المستقل الشفاف للكشف عن قتلة الشهداء ومحاسبتهم”.
وأضاف: ” نأمل أن يكون تشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية بداية عهد جديد يتراجع فيه اليأس أمام زحف الأمل، نتمناه عهدا نحترم فيه تنوعنا ونتمسك فيه بوحدتنا ونتسلح فيه بالوعي ونسكت فيه وإلى الأبد صوت البندقية ونهدم فيه زنازين الاعتقال التعسفي وعهدا بلا أطفال جوعى ولا مرضى.
من جانبه، ترحم نائب المجلس العسكري محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” على أرواح القتلى وقدم الشكر للوسطاء ولقوى الحرية والتغيير، وقال: “نبارك للشعب السوداني الاتفاق ونتمنى أن يرضي الجميع”.
وأضاف: “أطمئن كل القوى السياسية وكل من شارك في التغيير من الشباب والشابات بأن هذا الاتفاق سيكون اتفاقا شاملا لا يقصي أحدا، ويستوعب كل طموحات الشعب السوداني وثورته”.
وقدم حميدتي الشكر “للوسطاء الوطنيين والأشقاء في السعودية والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسفرائهم في تقريب وجهات النظر”.
بدوره رحب تجمع المهنيين، الذي قاد الحركة الاحتجاجية بالتوصل أخيرا إلى اتفاق في السودان بشأن تشكيل مجلس سيادي مشترك.
وأصدر التجمع بيانا، قال فيه : إن الطرفين (تحالف المعارضة والمجلس العسكري) اتفقا على تشكيل مجلس سيادي مشترك لقيادة عملية الانتقال في البلاد.
وأضاف: إن المجلس سيضم خمسة مدنيين يمثلون حركة الاحتجاج وخمسة من العسكريين، على أن يذهب المقعد الحادي عشر إلى مدني يختاره الطرفان.
وفى السياق، أشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في السودان، مشيرا إلى أنه يؤسس إلى انتقال سياسي مبشر.
وكتب أنور قرقاش على حسابه في تويتر: “نبارك للسودان الشقيق الاتفاق الذي يؤسس لانتقال سياسي مبشر، الحرص على الوطن والحوار ثم الحوار مهد لهذا الاتفاق”.
وأضاف الوزير في تغريدته “نقف مع السودان في العسر واليسر ونتمنى أن تشهد المرحلة القادمة تأسيس نظام دستوري راسخ يعزز دور المؤسسات ضمن تكاتف شعبي ووطني واسع”.
هذا فيما خرج مئات السودانيين، في عدد من أحياء الخرطوم ابتهاجاً بتوقيع المجلس العسكري وقوى “الحرية والتغيير” اتفاق تشكيل مجلس السيادة وحكومة مدنية في المرحلة الانتقالية بعد يومين من المفاوضات المباشرة.
وجال مواطنون بسياراتهم وهم يطلقون أبواق السيارة فرحاً بالاتفاق الذي تحقق، وردد المحتفون شعارات تنادي بحكم مدني في البلاد.