البلاد- وكالات
“لا عداء دائم، ولا صداقة دائمة، بل مصالح دائمة” مقولة مشهورة للسياسي البريطاني الأهم تشرشل، تحول روسيا تطبيقها مع سوريا للحفاظ على قواعدها هناك، إذ قال ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أمس الثلاثاء، إن موسكو مستعدة لمواصلة تقديم المساعدات المطلوبة للسوريين، مشيرًا إلى أن بلاده تتوقع تطوير علاقاتها مع سوريا بشكل أكبر في المستقبل “على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة”.
وأضاف بوجدانوف، وهو أيضًا الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا، أن السوريين “هم من يقررون مستقبل بلادهم من خلال حوار وطني واسع النطاق، مع مراعاة المصالح المشروعة لجميع القوى السياسية والمجموعات العرقية والطائفية”.
وتابع بأن “موقفنا لصالح تطوير التعاون مع سوريا ثابت، ولا يعتمد على الظروف السياسية وتغيير الحكومات، ويستند إلى علاقات الصداقة والشراكة التي اختبرها الزمن. نحن نسترشد برغبة صادقة في مساعدة الشعب السوري، الذي يعاني من العواقب القاسية لسنوات من الصراع الداخلي”.
وشدد بوجدانوف على أن موقف روسيا من سوريا لا يزال ثابتًا، على الرغم من الوضع السياسي، ويستند إلى علاقات الصداقة والشراكة، لافتًا إلى أن سوريا، كانت دائمًا شريكًا مهمًا لبلاده في العالم العربي، وعلى الساحة الدولية، إذ كانت العلاقات بين البلدين ودية تاريخيًا، تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والاعتبار لمصالح كل طرف، مشيرًا إلى أنها ستستمر في التطور على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة.
ولروسيا مصالح مهمة في سوريا، منها القواعد العسكرية، ولا يزال مصيرها (القواعد) غير واضح، بعد الإطاحة بالأسد بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية، التي لعبت فيها موسكو دورًا بارزًا.
وتضمنت اتفاقية أبرمها الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد مع الاتحاد السوفيتي، عام 1971، إقامة منشآت بحرية، ووضع نقطة دعم لوجستي تابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.
وبين عامي 2010 و2012، خضعت القاعدة الروسية التي تعد جزءًا من أسطول البحر الأسود الروسي للتحديث ما سمح للسفن الثقيلة بدخول طرطوس. وفي يونيو عام 2013، تم إنشاء تشكيل عملياتي دائم للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.
ووقعت روسيا وسوريا في 26 أغسطس 2015، اتفاقية غير محددة بشأن وجود مجموعة طائرات روسية في البلاد، تمركزت في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية، وأصبحت المنصة الرئيسية للعملية العسكرية الروسية في سوريا التي بدأت في 30 سبتمبر من العام ذاته.