اجتماعية مقالات الكتاب

ورحلت” الرضية”

ما أصعب رحيل الأموات على الأحياء ، خاصة من لهم محبة و ذكريات مغروسة في أعماق القلب والذاكرة ، ومن كان وجودهم يجلب السعادة والفرح والسرور، بل هم من أعمدة السعادة والفرح والسرور الرئيسية، وأركانها المتينة وقواعدها الصلبة.
بالأمس رحلت خالتي “رضيّة”، صاحبة القلب الطيب، والكلمة العذبة، والضحكة المميزة، والوجه البشوش المرحب عند القدوم والمغادرة ، تجدها دائمة تحمد الله في السراء والضراء ، حريصة على الجميع بدون استثناء، تحرص على إظهار الجميل من الجميع، وتبعد عن ذكر الاساءات، كانت جدتي لأمي رحمهما الله جميعاً تطلق عليها “الرضية”، لأنها كانت حريصة على وصل الجميع وزيارتهم بكل سعادة وفرح ، تطبيقاً لحديث رسولنا الكريم صَلَّى الله عليه وسلم الذي رواه علي بن أبي طالب رضي الله :”مَن أحبَّ أن يُبْسَط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه”،  وهي كانت تجسِّد هذا الحديث على أرض الواقع طول عمرها، لأنها تدرك أن صلة الرحم والإحسان إلى الأقارب، من أسباب بسط الرزق، وأن الله يخلف عليه، وأن ينسأ له في أجله .
خالتي رضيّة مدرسة في غرس المحبة في القلوب، وصناعة الذكريات الجميلة في الذاكرة ، تعلمت منها الكثير، وسيظل ما تعلمته منها قواعد أساسية في حياتي ، اسأل الله أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها الفردوس الأعلى من الجنة، و أن يجمعنا ووالدينا ووالديكم ومن نحب في جنة عرضها السموات والأرض .

naifalbrgani@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *