البلاد – جدة
تحيط الشكوك بمصير اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما عاد وفد كيان الاحتلال الإسرائيلي المفاوض من الدوحة، أمس (الاثنين)، إثر تلقيه تعليمات بعدم مناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة، ومن المتوقع حسم الموقف النهائي من المفاوضات في اجتماع الوزاري المصغر لكيان الاحتلال “الكابينيت” اليوم.
وقالت هيئة البث لكيان الاحتلال إن “الفريق الإسرائيلي المفاوض عاد من الدوحة”، أمس – بعد تواجده ليوم واحد في العاصمة القطرية – وقد اقتصرت مباحثات الوفد على الجوانب الفنية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، دون التطرق إلى المرحلة الثانية كما كان مقررًا.
فيما نقلت وسائل إعلام داخل كيان الاحتلال عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، أن نتنياهو يسعى لإفشال صفقة الإفراج عن (الرهائن)، موضحة أن إيفاد الوفد إلى قطر كان لـ”أغراض شكلية فقط”، وأنه بإرساله فريقا مجردًا من أي تفويض أو صلاحية؛ يبدي بوضوح عدم رغبته في الانتقال للمرحلة التالية.
وبحسب المصادر، يعتقد نتنياهو أن مشاهد إطلاق سراح (الرهائن) أثرت عليه بشكل كبير في استطلاعات الرأي، إذ يرى الناخبون اليمينيون أنه لم يحقق أهداف الحرب، وأن عناصر (الفصائل) ما زالوا يتجولون بحرية في غزة حاملين السلاح.
ويرى مراقبون أن نتنياهو بات يربط التفاوض حول المرحلة الثانية بشرط إنهاء سيطرة حركة حماس على غزة، وإلقاء سلاحها وبقية الفصائل، وطرد القادة خارج فلسطين، لذا “سيدفع بتغير مفهوم المرحلة الثانية، بعد وصوله بالفعل إلى تفاهمات على ذلك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، ويفكر في طرح الذهاب إلى مرحلة انتقالية بين الأولى والثانية في تطبيق اتفاق تبادل الأسرى، وهذه المرحلة لن تشمل إعلان وقف الحرب لكنها ستضمن استمرار إطلاق سراح المحتجزين.
ومن المتوقع أن يجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لكيان الاحتلال “الكابينيت” مساء اليوم، لبحث الموقف النهائي من المفاوضات، وسط تصاعد الجدل الداخلي حول مستقبل الهدنة، وارتفاع الأصوات الرافضة للمضي قدمًا، كوزير مالية الكيان وعضو “الكابينيت” بتسلئيل سموترتش الذي يعارض بشدة الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، مما يزيد الغموض حول مصير اتفاق وقف إطلاق النار، ويرفع منسوب التوقعات بانهيار الهدنة.
يذكر أنه وفقًا لنص الاتفاق، كان مفترضًا أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية بعد 16 يومًا من بدء المرحلة الأولى، والتي تستمر 42 يومًا، وتنص المرحلة الأولى على: وقف الأعمال القتالية، انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة، إطلاق سراح 33 رهينة مقابل 1900 معتقل فلسطيني، وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع. أما المرحلة الثانية، فتعد محطة حاسمة في مسار الأزمة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، إذ تتضمن: إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، بمن فيهم الجنود والرجال دون سن الخمسين، الإفراج الجماعي عن السجناء الفلسطينيين، استمرار انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيًا، وتحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى دائم. فيما يتوقع أن تفتح المرحلة الثالثة المجال أمام إعادة إعمار قطاع غزة، تحديد شكل الحكم المستقبلي للقطاع، ووضع آليات للتعاون الأمني والدولي في إدارة الشأن الغزي.
نتنياهو يعرقل المرحلة الثانية من هدنة غزة
![](https://albiladdaily.com/wp-content/uploads/2025/02/1-61.jpg)