لايختلف الحجاج عن الجدل في اللغة العربية، لكن صاحب الحجاج كالذي حاج إبراهيم عليه السلام في الحياة والممات وهما متضادان، وكان الفرق بين إبراهيم ورجل مغرور جدا، فإبراهيم عليه السلام-وهو نبي- قال: (ربي الذي يحي ويميت) البقرة/٢٥٨، ونسب الكافر الحياة والممات لنفسه (أنا أحي وأميت، وتحداه إبراهيم فقال له: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر…)البقرة/٢٥٨.
ونلاحظ تواضع النبي وغرور الرجل الذي ادعئ أنه:(قال أنا أحي وأميت) ووحده إبراهيم فقال له:(فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب)البقرة/٢٥٨ .وهذامايًميز الجدال عن الجدل لايأتي بالدليل.
والحجاج يختلف عن الجدل ففي الجدل مايمكن تسميته بالمناظرة قال تعالى:(ولاتجادلوا أهل الكتاب إلابالتي هي أحسن)….ناهيك عن التأدب في الحوار كالتنزل إلى مستوى الخصم:(وإنا وإياكم لعلى هدى أوفي ضلال مبين)سبأ.
وسورة المجادلة مثال رائع لهذا الكلام فخولة بنت الصامت، ظاهر منها زوجها فتحيرت في أمرها، فهي أم لأطفال فماذاتصنع؟ فذهبت للنبي صلى الله عليه وسلم تشتكي له حتى نزلت سورة المجادلة وكانت فائدة الجدل فرض كفارة الظهار، فبناء إلى ذلك كان الجدل نافعا، بيد أنه لايفيد مع الجاهل والأحمق، فالحماقة لا داء لها كما يقول المثل.