تابعها– حمودالزهراني
“محاكمة” اخترناه عنوانًا لهذه الصفحة، التي نحاكم فيها إدارات أندية دوري المحترفين، والدرجة الأولى، وكذلك بعض البرامج الرياضية المثيرة للجدل؛ ليتضح للقارئ والمتابع، ما لهذه الإدارات والبرامج، وما عليها.
قُضاتنا مجموعة من الخبراء والمختصين، يمتلك كلٌ منهم تاريخًا كبيرًا، يؤهله ليكون قاضيًا في مجاله.
يقدمون تحليلاً وتقييماً شاملاً لعمل كل إدارة وبرنامج؛ سواء بالسلب أو الإيجاب، وذلك بشفافية مطلقة.
اليوم نحاكم إدارة نادي الفتح بالأحساء، هذه الإدارة التي تم تزكيتها مؤخرا، برئاسة المهندس سعد بن عبدالعزيز العفالق، بعد موسم حافل بالتحديات، خاصة أن الفتح تعرض لعدة هزات خلال الموسم على المستوى الفني، بعدما تعرض لخسائر ثقيلة؛ رغم أن الإدارة نجحت في إيجاد الدعم المادي لتسيير أمور النادي.
ولكن لم يكن ترتيب الفتح بعيداً عن الخطر؛ حيث استقر الفريق في المركز التاسع برصيد 35 نقطة.
إدارياً :
أكد سمير السعود، الذي عمل إدارياً في إدارة أحمد الراشد السابقة : من خلال عملي في إدارة الفتح السابقة برئاسة أحمد الراشد، كانت جميع الأمور الإدارية والفنية والمالية تسير بشكل صحيح، ولم تكن هناك أي مشكلة؛ حتى إذا تأخرت الرواتب، كانت الحلول موجودة، حيث كان الراشد يمتلك القرار، وما يقوله ينفذه؛ حتى يتلافى حدوث أي مشكلة، وهو الأمر الذي لم يجعل الفتح يعاني كثيرا من الناحية الإدارية والمالية، وأي رئيس يتولى المهمة، سيكون حريصا على الاستمرار في تقديم العمل الإداري الناجح؛ حتى تسير الأمور بالشكل الصحيح؛ حتى مع إدارة المهندس سعد العفالق، يظل الفتح مميزا في جميع النواحي، ومن أقل الأندية التي تعاني من مشكلات سواء إدارية أو فنية أو مادية.
فنيا :
قال المدرب الوطني خالد القروني : إن نادي الفتح من الأندية المميزة جداً في التعامل الاداري والفني، ولكن هذا النادي يتمتع بميزة خاصة جداً لاتوجد في أغلب الأندية، وهو الاستقرار الإداري والفني، وهو الأمر الذي جعل النموذجي يقدم أداء لا بأس به، وإن كان الجميع في الفتح يتطلع لأفضل من ذلك.
بالإضافة إلى أنه كان النادي الوحيد في الأحساء الموسم الرياضي الماضي في الدوري الممتاز؛ لذا كان رجال الأعمال وأعضاء الشرف كانوا قريبين وحريصين على دعمه مادياً ومعنوياً.
ولكن في الحقيقة على المستوى الفني، كان بالإمكان أفضل مماكان، أيضا من سلبيات الموسم الماضي تباين أداء ونتائج الفريق فتارة نجده في أفضل مستوى، وبعدها يهوي المستوى سريعا ويتلقى الفريق خسائر بالأربعة والخمسة.
رغم أن من يدرب الفريق، مدرب صاحب إمكانات وخبرات عالية، وهو التونسي فتحي الجبال، أجانب النموذجي لم يضيفوا الكثير باستثناء القليل منهم، ولاعب الفريق محمد المجحد له مستقبل كبير.
إعلاميا :
الإعلامي أحمد الملحم، قال: بالنسبة لإدارة الفتح، فبعد استقالة رئيس النادي السابق أحمد الراشد في نهاية الموسم قبل الماضي، تم تكليف نائبه المهندس سعد العفالق برئاسة النادي، ومعه مالك الموسى نائبا له.
وحقيقة نادي الفتح من أفضل الأندية توظيفا للإعلام بما يخدم مصالح ورؤية مجلس إدارته.
أيضا النموذجي دائما لا يدخل في سجالات إعلامية أو إثارة مصطنعة؛ حتى تصريحات مسؤوليه دائما في نطاق ضيق وبما يخدم أهداف الفريق الدوري بعيدا عن الإثارة أو الإساءة.
وأنا كإعلامي رياضي أرى أن الإدارة حرصت على جلب لاعبين محترفين مميزين، وإقامة معسكر خارجي في سلوفينا
وكذلك دعم الفريق بلاعبين محليين، وتم إسناد مهمة الإشراف على الفريق للكابتن أحمد المبارك لاعب الفريق السابق، وبوجود الجهاز الفني بقيادة الكابتن فتحي الجبال الذي حقق نتائج مميزة مع الفريق في المواسم السابقة، كذلك تم التعاقد مع الكابتن نايف العنزي كمحلل فني.
أما بالنسبة للاعبين الأجانب فحقيقة لم توفق الإدارة أو الجهاز الفني في خياراتهم، ماعدا الحارس ماكسيم والظهير الأيمن ماثياس ،اللذين قدما مردودا فنيا ممتازا.
حاولت الإدارة دعم الفريق في الفترة الشتوية بالتعاقد مع اللاعبين الصربيين المهاجم ساشا ولاعب الوسط نيكيتا، ولكن ظهر اللاعبان بمستوى متواضع .. وبشكل عام اللاعبون الأجانب لم يقدموا أي إضافه للفريق.
نتائج الفريق ومستواه كان متذبذبا طوال الموسم وقدم مستويات متواضعة، وكان تلاتيب الفريق يتأرجح مابين مراكز المؤخرة، والوسط.
حاول مدرب الفريق الكابتن فتحي الجبال تعديل أمور الفريق فنيا، ولكن عدم وجود اللاعب الأجنبي الذي يصنع الفارق.
ولكن يحسب للجهاز الفني ظهور وبروز لاعبين شباب من أبناء النادي مع الفريق مثل علي الحسن وعبدالله اليوسف ومحمد المجحد، مع تألق قائد الفريق الكابتن محمد الفهيد الذي قدم موسما رائعا.
في النهاية المركز التاسع، أعتقد أنه مركز مقبول في ظل المعطيات السابقة.
قانونيا :
المحامي والمستشار القانوني تركي أحمد العمري، قال: إن من المشاكل التي تعاني منها الأندية بشكل عام عدم استعانتها بمحامين في إعداد وصياغة ومراجعة عقودها مع اللاعبين والمدربين وغيرهم من الأجهزة الفنية والإدارية، وأيضا عدم الاستعانة بخدماتهم في القضايا المقامة ضد النادي والاجتهاد فيها من قبل إدارة النادي؛ مما يسبب ضياعا لحقوق النادي، فإدارة النادي لديها الخبرة والقدرة على إدارة النادي وإبرام الصفقات التي تخدم الفريق، لكن حتى تكون إدارة مميزة فيجب عليها الاستعانة بأهل الاختصاص؛ سواء في القانون أو التسويق وغيرها ومما يلحظ على الأندية السعودية بشكل عام تراكم الديون
وهذا نتاج التهاون في العقود وآلية إنهائها بطرق غير قانونية، والقضايا تنشأ من هذه التصرفات – وإن كان نادي الفتح من أقل الأندية تعرضا لقضايا أو عقوبات –
وأيضاً تهاون اتحاد الكرة في تنفيذ القرارات الصادرة من اللجان القضائية؛ حيث إن من أهم المواد الواجبة التطبيق في لائحة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم هي المادة ٨٥، الخاصة بتنفيذ القرارات القضائية الصادرة من غرفة فض المنازعات ومركز التحكيم الرياضي السعودي، وإهمال تطبيق هذه المادة في الفترة الماضية أدى لتكدس الكثير من القرارات على الأندية وتراكم الديون عليها.