في إطار جهود وزارة التعليم لاستكشاف ودعم الطلاب الموهوبين، يأتي التركيز على تنمية مهاراتهم كخطوة محورية لاستثمار إمكاناتهم بالشكل الأمثل. ومع الكشف عن المواهب، يُعد تطوير مهارة الكتابة الإبداعية أحد المجالات الأساسية التي تستحق الاهتمام، نظرًا لدورها في تعزيز القدرات الفكرية واللغوية لدى الطلاب. فالكتابة الإبداعية ليست مجرد قدرة لغوية، بل أداة تُشجع الطلاب على إطلاق العنان لخيالهم، وتوظيف أفكارهم بطرق مبتكرة تُثري تجربتهم التعليمية، وتطوِّر إمكاناتهم في التعبير والتحليل.
تسهم الكتابة الإبداعية في بناء شخصية متكاملة للطالب، إذ تُنمي الفكر النقدي والابتكاري وتحفزه على التفكير خارج الأطر التقليدية. من خلال توفير بيئة داعمة، يمكن للطلاب كتابة القصص، الشعر، المقالات، وحتى الأعمال المسرحية، مما يُساعدهم على التعبير عن ذواتهم بثقة وتقديم أفكار متميزة. كما يعزِّز دعم هذه المهارة فرص اكتشاف المواهب الأدبية في سن مبكرة، ويسهم في تحسين الأداء الأكاديمي من خلال تطوير القدرة على التفكير المنطقي والتحليل العميق.
ويمكن ذلك من خلال تنظيم ورش عمل تدريبية يشرف عليها مختصون لتعليم الطلاب أصول الكتابة وتطوير أساليبهم. كذلك، يشجع إطلاق مسابقات أدبية الطلاب على التميز والمنافسة، بينما تُسهم المنصات الرقمية في نشر إبداعاتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
إن الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة مثل فنلندا وكندا، تُعد خطوة هامة، حيث تُدمج الكتابة الإبداعية ضمن المناهج الدراسية، ويُشجع الطلاب على القراءة والكتابة كجزء من الأنشطة اليومية. إن تعزيز القراءة المتنوعة يُغذي الإبداع اللغوي ويمكّن الطلاب من تطوير أساليبهم التعبيرية.
في النهاية، فإن تنمية مهارات الكتابة الإبداعية لدى الطلاب، تُعد استثماراً حقيقياً لبناء جيل مبدع يُسهم في إثراء المجتمع فكرياً وثقافياً، ويكون قادراً على مواكبة تحديات المستقبل.
drsalem30267810@