اجتماعية مقالات الكتاب

سوق العزيزية

ومازالت حكايات التستر ترد إلينا عن سوق العزيزية للخضار والفاكهة.
سوق تسيطر فيه عمالة آسيوية وافدة على عمليات بيع ضخمة فجر كل يوم.
إنه سوق العزيزية للخضار والفاكهة في العاصمة الرياض.

حكايات ترى عن تكتُّلهم ضد منافسة قد تلوح من أبناء الوطن في تلكم السوق فيتكتلون بسرعة لإخراج أي مواطن ينافسهم.
والحقيقة أن تكتُّل فئات معينة على تجارة معينة ليس جديداً وهو أمر لم تتمكن الأنظمة التي سُنت حتى الآن من تفكيكه لسبب رئيسي وجيه وهو تستر ابن الوطن على وافد.

يحدثني أحد الإخوة نقلاً عن قريب له يعمل في سوق العزيزية يروي أن أحد المحلات جرى تقبيله فدفع فيه أحد الوافدين ثلاثة ملايين ريال ثم جاء آخر وأعطى المشتري نصف مليون زيادة لكي يتنازل له عن المحل.
هنا نقول تنافس الوافدين على دفع الملايين في محل صغير ماذا يعني؟

لا تفسير له سوى أنهم يربحون أضعاف هذا المبلغ. قلت لصاحبي إن قضايا التستر والمخالفات التجارية والمغالاة في الأسعار لن تنتهي بشكل يرضى عنه المواطنون سوى بحل واحد وهو إيجاد مكاتب مراقبة حكومية دائمة داخل كل سوق وكل مول وكل تجمع محلات.
لا ينبغي الاكتفاء بحملات تنفذ كل حين. فإن هؤلاء العمالة المتستر عليهم يختفون وقت الحملة وكأن الأرض انشقت وبلعتهم ثم يعودون بعد مغادرة فرق حملة التفتيش.

علينا أن ندرك أن مدننا ضخمة جداً وتضخمت في الأعوام الأخيرة بشكل أكبر. وأن مراقبة كل شيء تجاري فيها، صار من المستحيلات نسبة لضخامة المدينة وضخامة سوقها.
والحل الأكثر جدوى لضبط حالات التستر والمخالفات التجارية والعمالية والمغالاة في الأسعار، هو في إيجاد مكاتب مراقبة وتفتيش دائمة داخل أسواق الخضار والفاكهة، وفي كل دور في المولات التجارية.وبدون هذا الإجراء، سوف نظل ندور في حلقة مفرغة، ونكرر الشكاوى وتستمر المعاناة من التستر وسيطرة فئات وافدة معروفة على بعض الأعمال. فلنجرب مكاتب مراقبة وتفتيش دائمة داخل كل سوق وفي كل مول.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *