اجتماعية مقالات الكتاب

مستقبل خريجي الثانوية العامة

نظام القبول في الجامعات، يمرّ بالحصول على درجات عالية في امتحانات الثانوية، ثم القدرات و التحصيلي.
كم طالب لم يستطع الحصول على العلامة المطلوبة لدخول الجامعة، ومن يريد أن يدرس في تخصص يحبه، ولكن أبواب القبول أقفلت أمامه بسبب درجات الامتحان.

من واجبنا فتح أبواب المستقبل أمام هؤلاء الشباب، و إيجاد بدائل لإعدادهم للعمل.
فمثلاً: يمكن أن تكون هناك سنة تحضرية في الجامعة يختار كل طالب القسم الذي يرغب في الدراسة به، فإذا نجح، أكمل دراسته. وذلك سوف يعطي دافعاً أكبر للطالب لكي يثبت أنه يستطيع أن يصبح طالباً جامعياً.

و من الممكن أن يكون حضور الطلاب عن بعد و لسنة دراسية واحدة، فإذا نجحوا، أكملوا الدراسة بجوار زملائهم في الجامعة.
ويجب الاستعانة بأساتذة الجامعة لإعداد آليه يمكن بها إلحاق خريجي الثانوي الذين لم يحصلوا على الدرجات المطلوبة، فهم أدرى الناس بنوعية الطلاب، وكيفية الحصول على أفضل النتائج منهم.

ويمكن للشركات الخاصة أن تعقد شراكات مع الجامعات، وتدعمهم بتوفير تدريب عملي لتاهيل الطلاب حتى يكونوا مستعدين لسوق العمل، ويقدمون عروضاً وظيفية للطلاب المتفوقين قبل نهاية دراستهم، وبالتالي ربط المخرج التعليمي بالسوق الوظيفي.
و حتى لا يكون التدريب في هذه الشركات صورياً كما يحدث أحياناً، يجب أن يتم الاتفاق مع هذه الشركات على تعيين أفضل المتدربين من الطلاب.

المشكلة الاخرى أن كثيراً من الطلاب يفتقد إلى التخطيط والإرشاد من قبل المدارس والآباء، و لذلك فان أغلب الطلاب عندنا لا يعرف ماهي الدراسة المناسبة له في الجامعة، و قد تدفعه نصيحة قريب أو صديق، نحو الدراسة المناسبة لسوق العمل.
وليس بالضرورة أن يلتحق الجميع بالجامعات، فهناك مجالات كثيرة للعمل لخريجي الثانوية إذ يتم تدريبهم لسوق العمل.

وأحسن مثال على ذلك ما تقوم به شركة أرامكو، التى تقدم برنامجاً لخريجي الثانوية العامة لإعدادهم كفنيين، وهو مايجب أن تقوم به أيضاً المعاهد الصناعية بصورة أكبر، و التى يمكنها أن تتعاون مع شركات و مصانع القطاع الخاص بإعداد مهنيين يستطيعون القيام بالوظائف المطلوبة. فمثلاً في صيانة السيارات يمكن الاستعانة بشركات السيارات لمعرفة احتياجاتهم، و تجهيز الطالب للقيام بها. بحيث يتخرج من المعهد، و يلتحق بالعمل في الجهة التى أشرفت على تدريبه.

ولكن الحقيقة أن المعاهد الصناعية تكاد تكون غير معروفة لطلاب الثانوية، وهي بحاجه الى برامج تعريفيه أكثر.
الكثير لا يعلم أن هناك ٢٦٠ منشأة للتعليم المهني والفني في جميع أنحاء المملكة، وهي تقدم دورات و دبلومات في تخصصات كثيرة، فهي تقدم دورات في التقنية و التسويق وحتى إنتاج الطعام.
نحن بحاجه إلى إقامة فعاليات لتعريف طلاب الثانوية بما تقدمه هذه المعاهد، والخيارات المتعددة التي أمامهم، لا يجب أن يرتبط كل شئ بمعدل امتحانات الثانوية و اخواتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *