((همسات في قلوب الزوجات))، عنوان مقالة هادفة المعنى والمدلول، كتبها ونشرها في صفحته (كتاب الرأي) بصحيفة (آخر أخبار الأرض الإلكترونية) بتاريخ 18/10/2024م أخي الدكتور سالم بن رزيق بن عوض المصلح والمستشار الأسري، أهدى إليّ نسخة منها عبر الواتساب مأجوراً، واصفاً من خلالها المرتكزات الأساسية الهامة التي تبنى عليها الحياة الزوجية السعيدة بشمولها الواسع ((كياناً وأسرة)) بأسلوب جاذب ومقنع.
وقبل أن يكون الكاتب مصلحاً ومستشاراً أسرياً، يعطي من تخصصه المدروس، وخبرته المكتسبة، لمن يعانون من صنوف القلق الحياتي، ما يدخل البسمة، والمسرة، وانشراح الصدورعليهم، فيعيشون في سعادة، وراحة وأمان، واستقرار نفسي وحياتي: فهو شاعر ملهم، وأديب أريب، أصدر العديد من الدواوين الشعرية متعدّدة الأغراض الإبداعية، وكتب نثرية ذات صلة بهموم الحياة والناس، وله في هذا المجال نشاطات، ومشاركات محلية وخارجية، أكثر من أن تحصى.
ولأهمية وجودة مقالة أخي الكاتب، ودورها في الحياة الزوجية مسيرة وحياة تغمرها المودة والرحمة، فإنني سأحصر متابعتي على مقالته في الطرف الآخر المهم، وهو الزوج، وقد جعلت عنوانها: ((همسات في آذان الأزواج)).
الحديث عن الحياة الزوجية بشموله الواسع، وخاصة في العصور الحديثة، شائك ومتشعِّب، ولكنني سأتناول في هذه العجالة، أحد المرتكزات الأساسية التي يبنى عليها الزواج الموفق السعيد، المتمثل في معنى الآية الكريمة 21 من سورة الروم، قال الله تعالى : ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)).
الزواج نعمة من نعم الله على خلقه، فبه يتم التآلف، والتراحم، والأناسة، وحسن العشرة، والإنجاب، وما في حكم ذلك من مقومات الحياة السعيدة، وحتى يظل هذا (السكن) عامراً بالود والألفة والرحمة بين الزوجين، كان لزاماً عليهما القيام بما لكل منهما على الآخر من حقوق وواجبات، لتستقيم وتستديم العشرة بعيداً عما قد يعكّر صفوها من منغِّصات الحياة ومشكلاتها.
إذا أردنا أن نبني حياة زوجية تغمرها (المودة والرحمة) بشمولها الواسع، فعلينا أزواجاً وزوجات أن نحقق مقتضى ما جاء في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى ما درج عليه الصحابة رضوان الله عليهم، والتابعين في تعاملاتهم الأسرية، وكانوا مضرب المثل في القدوة والاقتداء وحسن الخلق ونبل التعامل، ففي ذلك ما يضفي على حياتنا السعادة والألفة والوفاق المستديم دنيا وآخرة بإذن الله، وأن نتأسى بقول رسولنا ونبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم)).
خاتمة:
همسة مخلصة أهديها لكل زوج وهبه الله الحكمة ونور البصيرة، انطلاقاً من القوامة التي خصّه الله بها على المرأة، والتي تُمثل في مفهومها: المسؤولية والرعاية الأولية على الأسرة أمام الله خلال مسيرتها الحياتية، بعيداً عن (الظلم والتسلط والعنف والقسوة في التعامل الذي يسود بعض المجتمعات) متناسياً دورها الرائد في بناء كيان الأسرة: فهي الزوجة والأم والمربية والعاملة ومسؤولة البيت الذي تنطلق منه اللبِنات الفاعلة في بناء الأوطان (خدمة ومستقبلاً).
وصدق القائل:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
وبالله التوفيق.