تقليد الغرب في الأزياء أصبح موضوعًا شائعًا في العديد من المجتمعات، حيث يتأثر الشباب بشكل كبير بالموضة الغربية. هذا التقليد يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية وسلبية. من جهة، يمكن أن يؤدي إلى تنوع في أساليب التعبير عن الهوية الشخصية، ولكن من جهة أخرى، قد يؤثر سلبًا على الثقافة المحلية والقيم التقليدية.
يتجلى هذا التأثير في اختيار الملابس، حيث يميل الكثير إلى ارتداء الأزياء التي تتماشى مع الاتجاهات الغربية، ما قد يؤدي إلى تهميش الأزياء التقليدية. من المهم أن نبحث عن توازن بين الاستفادة من التأثيرات الثقافية المختلفة والحفاظ على الهوية الثقافية الخاصة بكل مجتمع. كما يمكن أن يكون لدى هذا التقليد تأثير على الاقتصاد، حيث يتزايد الطلب على العلامات التجارية الغربية، ما قد يؤثر على الإنتاج المحلي. لذلك من المهم أن نبحث عن طرق لتعزيز الفخر بالأزياء المحلية، مع الحفاظ على الانفتاح على التأثيرات الثقافية الأخرى. ويمكن أن يكون ذلك من خلال دمج العناصر التقليدية في الأزياء الحديثة، مما يساهم في خلق أسلوب فريد يعبر عن الهوية الثقافية.
(وقفات مع الشتاء)
يتناهى إلى الأذن صوت طرقات حبّات المطر العذبة على حواف النوافذ مشكّلةً أجمل الإيقاعات، ويمحو الضباب الذي نزل ليعانق الأرض برائحتها بعد المطر جمال الطرقات إلى حين، وتتصاعد أبخرة المشروبات الساخنة اللذيذة لتملأ أرجاء المنازل، فلا يخفى على أحد أنّ الشتاء حلّ ببرودة طقسه ودفء طقوسه وأجوائه.
يحلّ الشتاء بعد أن مرّ فصل الصيف بحرّه وجفافه، وفصل الخريف بقسوته، فيأتي كأنّه بلسم يُطبِّب الأرض، فيسقي غيثه الصافي الأرض ونبتها حتى يخالها الناظر تهتز متراقصة من الارتواء، وفي الشتاء تأوي الحيوانات إلى بيوتها؛ استعدادًا لبيات شتوي كانت قد هيّأت نفسها له منذ شهور.