مقالات الكتاب

(التشفي في سالم)

نزال لا يقبل أنصاف الحلول، حينما يلاقي المنتخب السعودي ضيفه البحرين اليوم الثلاثاء، في الجولة الرابعة للمجموعة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، على ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة. مباراة يتعين الظفر بالثلاث نقاط، للمضي قدمًا مع ركب المقدمة.

يتفوق الأخضر السعودي في المواجهات السابقة بـ(18) انتصارًا، مقابل(8) لنظيره البحريني، وانتهت (11) مقابلة بالتعادل.

تأرجحت نتائج المنتخب السعودي في الدور الثالث لتصفيات كأس العالم؛ حيث استهل مشواره بتعادل مخيب مع إندونيسيا في جدة، ثم فاز على الصين خارج أرضه، قبل أن يخسر 2-0 أمام ضيفه الياباني، مساء الخميس الماضي، أمام جماهير قدمت كل الدعم، وأصبح ترتيب المجموعة( اليابان (9 نقاط) وأستراليا (4) والسعودية (4) والبحرين (4) وإندونيسيا (3) والصين (دون نقاط). هذا الكم النقطي يوضح أن ثلاثة منتخبات تسير جنبًا إلى جنب، والتعثر يعني التراجع للخلف. عمومًا في خضم الخسارة الأخيرة تباينت الانتقادات من قبل رجال الإعلام والجماهير على صدر السوشيال ميديا، وطال النصيب الأكبر المدير الفني مانشيني، والقائد سالم الدوسري، وكأن الأخير من تسبب في الخسارة المؤلمة.

إذا ادركنا أنه لا يمكن أن نرجع الفوز للاعب بعينه؛ مهما كان العطاء الذي يفرزه داخل الميدان، ومن خلال قراءة لما يحدث، يتضح أن هناك انتقائية وتقصدًا للكابتن سالم، حتى ذهاب جائزة أفضل لاعب آسيوي للاعب آخر، لم يسلم من التندر عليه، وكأنه مطالب بالفوز بهذا المحفل كل عام.

أعود لما حدث بعد خسارة اليابان؛ فالنقد لم يكن لطرح الأفكار النيرة والبناءة بقدر ما كان للتشفي، وهذا ما طال مدرب المنتخب، والاتحاد السعودي، وسالم تحديدًا خلال الأسبوع الفارط، والأكيد أن المنتخب السعودي حاليًا يعيش مرحلة مختلفة.

تخيل عناصر لا تشارك في سباق الدوري، وتلعب معتركًا آسيويًا مع محترفين يخوضون تجارب خارج بلادهم، وهذا ما منحهم تميزًا، في حين أن مجموعة من لاعبي الأخضر لم يعايشوا أجواء المباريات إلا في مشوار التصفيات، وهذا جانب سلبي؛ بل إن هناك لاعبين نعتقد أنهم تركوا الساحة وتراهم ضمن العناصر الأساسية، وإذا كنا ننشد منتخبًا قويًا في الميدان؛ فلابد أن يقوده نجم أيضًا في المباريات؛ لأن نجاح المنتخب من نتاج ما يفرزه الدوري.

أما على هذا الحال، فمن يصنع الفارق بات عملة مفقودة بين عناصر المنتخب؛ لندرة المواهب وغياب البعض الآخر عن أجواء المباريات، وأمام هذا المشهد يتعين علينا التعايش مع الوضع، حتى نجد اللاعب الذي يشارك أساسيًا في الدوري المحلي، أو محترف خارجيًا، المهم يلعب، لكن ليس بالصورة التي شاهدنا عليها الكابتن سعود عبدالحميد، بعد أن كان واحدًا من نجوم الفرقة الزرقاء، وعندما غادر فجأة للدوري الإيطالي أصبح حبيس الدكة، إلا في دقائق معدودة لا تمنحه العطاء المتكامل.

نطالب باحتراف اللاعب الذي يتواجد في دكة الاحتياط في دورينا، يحترف ويشارك حتى في دوري مؤشره متوسط، المهم أن لا يغيب عن أجواء اللعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *