جدة- ياسر بن يوسف
نوه عدد من الخبراء ورجال الأعمال بأهمية زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى كوريا بأنها زيارة تاريخية يتم من خلالها ترسيخ العلاقات الدولية والاقتصادية لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. مؤكدين أن المملكة حريصة علي دعم مختلف الشراكات مع دول العالم، بقيادة ولي العهد، لتعزيز المكاسب والعوائد الاقتصادية والتجارية، من خلال الجولات والزيارات المتعددة، التي يقوم بها ولي العهد،حيث تهدف لإبراز وتعزيز مكانة الوطن، ما يجعلها في مقدمة الدول العشرين، وجذب واستقطاب الاستثمارات العالمية للسوق السعودي.
الجبيري: تعزيز مكونات الاقتصاد
اعتبر الكاتب والمحلل الاقتصادي عبد الرحمن أحمد الجبيري، أن تدشين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع خلال زيارته إلى كوريا الجنوبية، مصفاة إس أويل بتكلفة ستة مليارات دولار، سيسهم في تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد السعودي، مما يعزز من مكونات الاقتصاد الكلي وتنوعه وخلق مقومات جديدة نحو السوق النفطي العالمي؛ حيث تبلغ طاقة المصفاة الإنتاجية ٦٧٠ ألف برميل يوميا، تغطي طلب ٣٠ دولة، كأحد أهم المشاريع الاستثمارية.
وتابع: إن توقيع شركة أرامكو السعودية ١٢ اتفاقية مع أكبر الشركات الكورية سيمهد الطريق نحو فتح آفاق جديدة؛ لأن تلك الاتفاقيات نوعية، وتستهدف رفع معدلات النمو، والناتج الإجمالي، كما أنها تتجه لتحقيق المزيد من التنوع في قاعدة الاقتصاد والتحول نحو الاقتصاد الإنتاجي والمعرفي؛ ولذلك فإن من ضمن تلك الاتفاقيات مجالات حيوية مثل طاقة الهيدروجين والبتروكيماويات والصناعات الثقيلة، وأضاف: إن العوائد المالية المتوقعة من تلك الاتفاقيات، التي شملت صناعة المحركات والتكرير والبتروكيماويات وإمدادات النفط والمبيعات والتخزين تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات، إضافة إلى المشاريع السابقة، التي تتجاوز الأربعين مشروعاً في مختلف المجالات. علما أن عدد الشركات الكورية الجنوبية العاملة في السعودية 118 شركة.
عقيل: توسيع آفاق التعاون
أكد المهندس محمد عادل عقيل المحلل الاقتصادي على أهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان، لجمهورية كوريا الجنوبية؛ لما تشهده العلاقات بين البلدين من توسع في آفاق التعاون لتشمل عدداً من مجالات متنوعة، بما فيها الطاقة المتجددة والطاقة النووية والبنية التحتية الذكية والصناعة العسكرية وتقنية المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية.
ويأتي ذلك مع مسيرة تحقيق رؤية المملكة 2030 وما تشهده المملكة من تغيرات. حيث تأتي هذه الزيارة من أجل توسيع التعاون الثنائي بين البلدين ، وترسم خارطة اقتصادية أساسها رؤية واضحة “رؤية المملكة 2030″، والتي تعد أحد العوامل الاقتصادية التي تطمح من خلالها كوريا الجنوبية، أن تكون شريكة في هذه الرؤية ، حيث استضافت وفد المملكة المشارك في منتدى أعمال الرؤية السعودية – الكورية الجنوبية 2030 في العاصمة سيئول عام 2017م .
العبيكان: كوريا الشريك التجاري الخامس للمملكة
رجل الأعمال أحمد العبيكان أكد أن العلاقات بين البلدين تعطي انطباعا قويا للعالم، عما تحققه المملكة العربية السعودية من إنجازات في كافة المجالات؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 24.8 مليار دولار أمريكي في العام 2017 ، وتعد كوريا خامس أكبر شريك تجاري للمملكة، بينما المملكة تعتبر تاسع أكبر شريك تجاري لكوريا.
وأضاف: إن رؤية 2030 تعطي فرصة جيدة لكوريا للارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين، وتمتلك كوريا الجنوبية التكنولوجيا المتقدمة والخبرات المتوافرة، وبالإضافة إلى خبرة متراكمة في التعاون مع المملكة؛ ولذلك ستكون كوريا أفضل شريك للمملكة لتحقيق رؤية 2030.
الثنيان: مستقبل التعاون واعد
المحلل الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودي فهد الثنيان قال: تأتي زيارة سمو ولي العهد امتداداً للتعاون التاريخي بين المملكة وجمهورية كوريا الجنوبية، والتي تعود إلى السبعينات الميلادية، حيث كان للشركات الكورية مساهمة كبيرة في مشاريع البنى التحتية للمملكة؛ وهو الأمر الذي يصفه الكوريون بأنه دعم لبلادهم بإعطائها الفرصة لإبراز إمكاناتها في واحدة من أكبر الاقتصادات منذ تلك المرحلة، واستمر الحضور الكوري التقني في مجال الإنشاءات في قطاعي النفط والبيتروكيماويات ولا زال من خلال شركتي أرامكو وسابك وغيرهما؛ وبالتالي فهي زيارة تعزيز لأوجه التعاون بين البلدين.
المغلوث: تعاون مشترك في الطاقة المتجددة والنووية
أوضح عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبد الله بن أحمد المغلوث أن زيارة ولي العهد إلى كوريا الجنوبية، ستسهم في توسيع آفاق التعاون بين البلدين، التي تشمل العديد من المجالات المتنوعة، ومنها الطاقة المتجددة والطاقة النووية والبنية التحتية الذكية وتقنية المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية، ويأتي ذلك مع مسيرة تحقيق رؤية المملكة 2030، وما تشهده المملكة من تغيرات.وأنها ستسهم في توسيع التعاون الثنائي بين البلدين. وأشار إلى أن لجنة الرؤية 2030 السعودية الكورية انطلقت في العاصمة الكورية سيئول في شهر أكتوبر 2017 م،
كما أن البلدين وافقا على تنفيذ 39 مشروعاً تعاونياً في خمسة مجالات تتمثل في الطاقة والتصنيع، والبنية التحتية الذكية والتحول الرقمي، وبناء القدرات، والرعاية الصحية وعلوم الحياة، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة والاستثمار.
وأفاد أن التعاون بين البلدين كان يقتصر على مجال الطاقة واستيراد النفط من المملكة ومشاركة كوريا في مشاريع البنية التحتية للطاقة، بينما الآن سيشهد التعاون بين البلدين طفرة كبيرة لآفاق أرحب من خلال مشاركة كوريا في تنفيذ سياسات تنويع مصادر الطاقة مثل: الطاقة المتجددة والطاقة النووية التي تنفذها المملكة في ظل رؤية المملكة 2030.