المحليات

السياحة الداخلية كعكة كل المواسم في “براد” الجنوب و رمال السواحل

جدة – ولاء بارحيم

استطاعت “عربة” السياحة الداخلية أن تضع بصمتها على حراك الواقع، وخلال هذه الأيام تسطع في ذاكرة مدن الاصطياف ألوان الطيف من الأنشطة السياحية المتباينة، فمن سياحة رمال “وموتيلات” المدن الساحلية إلى النزهات في مواقع الاصطياف في “براد” الجنوب حيث الطبيعة الخلابة والقرى الأثرية، إذ تبلغ درجة الحرارة هذه الأيام 15 درجة فهرنهايت متحدية قيظ الصيف، كما ان اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بهذا القطاع جعل للسياحة الداخلية طعم مغاير وتنوعت الأنشطة الجاذبة، وأصبحت السياحة الداخلية بمثابة كعكة، لكل المواسم لدرجة أن ثمة استطلاع خاص كشف أن 70 % من المواطنين السعودين يقضون العطلة الصيفية داخل مدن ووجهات الإصطياف.

وأكد عدد من الخبراء أن قطاع السياحة والسفر في المملكة حقق انتعاشاً كبيراً على مستوى السياحة الداخلية واصبحت هناك وجهات سياحية يقصدها السياح وسجلت حضورا مثل شواطئ البحر الأحمر أو الخليج العربي، بالإضافة إلى الفعاليات التي قدمتها الدولة والتي زادت من استقطاب السياح من الداخل ودول مجلس التعاون الخليجي.

وأضافوا أن الإنفاق على السياحة المحلية في مناطق المملكة بلغ 46.3 مليار ريال عام 2018م، فيما بلغ الإنفاق على السياحة الوافدة إلى المملكة 75,2 مليار ريال في ذات العام، بإجمالي وقدره 121.5 مليار ريال، لافتين إلى أن مؤشرات السفر والسياحة المحلية خلال شهري يناير وفبراير 2019م الصادرة عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كشفت أن إجمالي الرحلات السياحية المحلية خلال عام 2018م وصل إلى 42.7 مليون رحلة سياحية، بينما وصل إجمالي الرحلات السياحية الوافدة إلى المملكة خلال العام الفائت 15.3 مليون رحلة سياحية.

برامج كشفية

وفي هذا السياق كشف المستشار الاقتصادي يحيى إبراهيم السليمان أن مدينة ابها تفتح أبوابها للإستثمار، بمجالات متعددة منها، المترو، تأجير السيارات، الفنادق، المطاعم، المنتجعات، الترفيه، والطيران العمودي، لافتا إلى أن السياحة ليست فقط اجواء باردة وتوفر زبائن فقط بل هي ثقافة منطقة، بالإضافة إلى انها يجب ان تكون متوفرة طيلت أيام السنة مثل المؤتمرات والفعاليات والمعسكرات والبرامج الكشفية والتسلق و “الهايكنق” المشي الجبلي والبطولات الرياضية.

تأجير الجلسات

ودعا السليمان إلى ضرورة وضع رقابة على الوافدين الذين يقومون بتأجير الجلسات بحدائق البلدية بشارع الفن في أبها، كذلك انتقد الحافلات السياحية كونها تدار بشكل كامل بأيدي عمالة وافدة بالإضافة لعدم توفر معلومات قيمة للسٌياح بها، داعيا في الوقت نفسه إلى إطالة مدة عمل”التلفريك” والذي يعمل بمدة 3 ساعات تقريباً خلال اليوم، كما أن السيارات المتاحة بمكاتب تأجير السيارت غالباً لا تكون متوفرة وإن توفرت فهي قديمة وأسعار التأجير مرتفعة.

الإرشاد السياحي

ومن جانبها لفتت شيرين حمدان مديرة العلاقات العامة بأحد الفنادق في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إن السياحة المحلية، تمضي بسيناريو إبداعي، وهي بحاجة إلى حملات تسويقية وإعلانية، كذلك عقد علاقات تطويرية بين المكاتب السياحة بالمملكة والمكاتب السياحية بالخارج لاستقطاب سياح من الخارج، موضحة بضرورة التركيز على السائح الخارجي وعدم الاعتماد الكامل على السياح المحليين.

تدوير رأس المال

وحول أهمية السياحة المحلية قال آل دغيم السياحة المحلية تحقق مستوى عاليا من تدوير رأس المال من خلال الخدمات، كذلك يمكن لها أن توفر مستوى عاليا من الرفاهية النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والبدنية وكذلك الفكرية وذلك بحضور المؤتمرات الثقافية.

وتابع ولا شك بأنها تفتح افاقا للتنمية والاستثمار في البلاد بمجالات مختلفة من خلال الخدمات، كذلك يمكن للسياحة المحلية أن تساهم في توفير فرص عمل للشباب، لافتا إلى أن قطاع السياحة والسفر في المملكة حقق انتعاشاً كبيراً على مستوى السياحة الداخلية واصبح لدينا وجهات سياحية يقصدها السواح سجلت حضورا رائعا مثل شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي، بالإضافة إلى الفعاليات التي قدمتها الدولة والتي زادت من معطيات الجذب السياحي، واعتبر خالد آل دغيم أن ما تقدمه الهيئة العامة للترفيه اضافة رائعة، موضحا أن هدف كلا من هيئة السياحة وهيئة الترفيه الارتقاء بماتقدمه من برامج لتكون جاذبة للسياح وقادرة على الاحتفاظ بهم ليعودوا مرات عديدة.

برامج سياحية

وقال المرشد السياحي عبدالله الشهري، إنه من الأهمية بمكان ضرورة تدخل هيئة السياحة والاثار لدعم المرشدين والسماح لهم بالبحث عن مجموعات أو افراد من أجل أن يعدوا لهم برامج سياحية، خصوصا في مواقع ووجهات المدن السياحية، لافتا إلى أن السياحة في المملكة أصبحت واقعا ولها إيقاع وأثبتت نجاحها وأن القائمين عليها يمتلكون الخبرة لإدارة هذه المنظومة.


تأهيل المرشدين

وأوضح الأمين العام للمركز العربي للإعلام السياحي، والخبير الدولي في الإعلام السياحي خالد آل دغيم بقوله ” نحتاج لخفض الأسعار كذلك العناية بالمساكن بمختلف أنواعها من شقق أو فنادق وتوفيرها بمستويات مختلفة من 5 أو 4 أو 3 نجوم ، لأن ذلك يمكن ان ينعكس إيجابا على السياحة المحلية ،كذلك نحتاج للمزيد من العناية لتهيئة المناطق الاثرية داخل المملكة، بالاضافة إلى توفير لوحات ارشادية للمناطق التاريخية أو الاثرية 

وتكثيف الارشاد والتوعية الإعلامية للمجتمع بأهمية ومدى تأثير السياحة المحلية على الافراد والجماعات من خلال الحملات التوعوية، وطالب آل دغيم بتوسعة الارشاد السياحي، و تأهيل المرشدين السياحين على جميع مستوى مناطق المملكة، إضافة إلى إطلاق إعلام سياحي متخصص يصاحب هذه التنمية السياحية ، بالاضافة إلى تأهيل وتدريب الشركات المعنية بتنظيم الفعاليات، والقوى العاملة بالقطاع السياحي بمختلف مناصبهم، لتصبح لدينا منظومة ومجتمع في خدمة السائح المحلي أو الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *