قضية

سببها صدمة قوية.. مختصون لـ(البلاد): «توازن المشاعر» أقرب الطرق لتفادي متلازمة «القلب المكسور»

جدة – ياسر خليل

دعا مختصون إلى ضرورة أن يحرص الفرد على التوازن في مشاعره سواء كانت أفراح أو أحزان، إذ إن الإفراط في المشاعر قد يؤدي إلى تعرض البعض – لا سمح الله- إلى ما يعُرف بمتلازمة القلب المكسور.

وقالوا إن هذه الحالة رغم كونها نادرة الحدوث إلا أنها قد تحدث تحت أي ظروف، مستشهدين بحالة العريس الذي توفى في يوم زواجه بأحدي الدول العربية من كبر حجم فرحته المفرطة، فقد كان يوم زفافه سعيدًا بشكل مبالغ فيه ، وخلال ساعات الزواج انتابته أزمة قلبية حادة لم تمهله طويلاً.

في البداية يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز: متلازمة القلب المكسور أو السعيد تُعرف أيضًا باسم متلازمة “تاكوتسوبو” أو “فخ الأخطبوط”، وقد تحدث عندما يتعرض لها بعض الأفراد لصدمة قوية نتيجة وفاة شريكة أو شريك الحياة أو قريب من الدرجة الأولى أو فقدان صديق أو شخص عزيز وأيضًا عند الفرحة الشديدة والمبالغ فيها، إذ تؤدي هذه المتلازمة إلى إجهاد جسدي أو عاطفي مفاجئ وحاد، والذي يمكن أن يضعف البطين الأيسر للقلب بسرعة، وتشير إلى حالة اعتلال عضلة القلب، والتي تشخص عند المرضى بسبب الإجهاد العاطفي أو الجسدي الشديد، وقد تحدث هذه المتلازمة أيضاً بسبب بعض الحوافز الأخرى مثل مشاعر الخوف الشديدة والغضب والمفاجأة وخسارة مالية كبيرة أو عنف منزلي وغيرها من المشاعر.

وتابع أنه تم وصف الحالة لأول مرة من قبل طبيب قلب ياباني في عام 1990، إذ تعني كلمة “تاكوتسوبو” باللغة اليابانية وعاء لصيد الأخطبوط، يكون له قاع عريض وعنق ضيق، بما يحاكي ما تسببه متلازمة القلب المكسور عند المرضى من تضخم انقباضي في البطين الأيسر يشبه شكل فخ الأخطبوط.


وعن العلاج اختتم د. إعجاز بالقول: يمكن علاج أعراض متلازمة القلب المسكور حسب شدة الأعراض، وتشمل الخطة العلاجية أدوية القلب والأدوية المضادة للقلق وإدارة الإجهاد وإعادة تأهيل القلب، ويوصي العديد من الأطباء بالعلاج طويل الأمد باستخدام حاصرات بيتا أو الأدوية المماثلة التي تمنع الآثار الضارة المحتملة لهرمونات التوتر على القلب، ولحسن الحظ يعتبر التعرض لهذه المتلازمة حالة قلبية مؤقتة، لكنها من الممكن أن تتكرر مرة أخرى، وحتى الآن لا توجد علاجات معروفة للوقاية من متلازمة القلب المكسور، ومع ذلك فإن مواجهة الإجهاد وتجنب التوتر الزائد وحل المشكلات يمكن أن يساعد في تحسين الإجهاد البدني والعاطفي.


ويرى المستشار الاجتماعي والصحي طلال محمد الناشري، أن التوازن في المشاعر أمر مطلوب لتحقيق صحة أفضل لجودة الحياة ، فبشكل عام فإن المشاعر الإنسانية معقدة بطبيعتها، ووفقاً لبعض النظريات، فإن المشاعر هي حالات من الشعور الذي يؤدي إلى التغيرات الجسدية والنفسية التي تؤثر على السلوك وترتبط فيزيولوجيا المشاعر ارتباطًا وثيقًا بإثارة الجهاز العصبي مع اختلاف حالات وقوة الإثارة المرتبطة بعواطف معينة ، وتتخذ المشاعر أشكالاً عديدة تظهر على ملامح الإنسان كان الشيء مفرح أو محزن أو غيرها.

وأكمل: السعادة المبالغ فيها والحزن الشديد هما وجهان لعملة واحدة ، فقد أوضحت بعض الدراسات أن ردة فعل القلب عند الفرح الشديد مشابهة تمامًا لردة فعله عند الحزن الشديد ، وهذا ما يحدث عند الإصابة بـ “متلازمة القلب السعيد”، إذ يتشنج القلب من السعادة ما يؤدي لآلام في منطقة الصدر وتصاب عضلة القلب بالاختلال نتيجة تأثر كهرباء القلب الذي يؤدي إلى تدفق سريع للدم، وعدم قدرة عضلة القلب على القيام بعملها بانتظام، وهنا يشعر المريض بصعوبة في التنفس وألم في الصدر ويتطلب الأمر التوجه بالشخص إلى المستشفى فورًا.

وختم الناشري حديثه بقوله: يختلف تفاعل الإنسان مع الأحداث المحيطة به من شخص لآخر، فالبعض يبالغ فرحه أو حزنه والبعض الآخر يحرص على التوازن، لذا فأنه من المهم أن يتجنب الفرد كل ما يتعب قلبه ، فالمشاعر التي قد تصل إلى القلب قد تجهده كثيره ويكون رد الفعل متعبًا من كل الجوانب الصحية والنفسية ، فالأولى تحقيق التوازن في المشاعر.


وفي السياق تقول الاخصائية النفسية بدرية السرور: متلازمة القلب المنكسر مرتبطة بضغط نفسي أو جسدي كبير، والآلية الدقيقة التي يتسبب بها الإجهاد في تغيير شكل القلب والأعراض اللاحقة هي ألم الصدر وضيق التنفس ، فعندما يكون الشخص تحت ضغط كبير تلعب الهرمونات دورًا مهمًا للغاية في إطلاق الكاتيكولامينات التي تؤثر بشدة على الجسم والقلب، ويؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب ويؤدى فى النهاية إلى نوبة قلبية، وهذا التأثير في المواقف العصيبة ليس مفاجئًا، فغالبًا ما يدخل الجسم والعقل في وضع القتال أو الطيران، ما يؤدى إلى إطلاق هذه الكاتيكولامينات، ولكن هذه المتلازمة نادرًا ما تكون قاتلة، وهذا هو السبب فى أنها متلازمة نادرة.

وأكدت أنه في حالة تعطل وظيفة الجانب الأيسر من عضلة القلب، فإن الأجزاء الأخرى في القلب تعمل على بذل جهد إضافي لتعويض الاعتلال، وهذا يشكل خطراً لأنه يؤثر سلباً على قدرة القلب على ضخ الدم بشكل صحيح، كما أن استجابة الجسم لإفراز هرمون الإجهاد الأدرينالين تكون عالية جداً، بجانب الأعراض الأخرى مثل ألم في الصدر وضيق في التنفس وانخفاض ضغط الدم والتعرق والدوخة، وقد تظهر هذه الأعراض في أي مكان من دقائق إلى ساعات بعد أن يمر شخص ما بحدث مرهق جسدياً أو عاطفياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *