اجتماعية مقالات الكتاب

قوة الكلمة الطيبة.. كيف يمكنها أن تغير العالم ؟

منذ أعوام احتفظت بمقطع فيديو، يجمع كل من فناني الزمن الجميل: عبدالله غيث، نور الشريف، سهير المرشدي وكريم مطاوع، يقوموا بإلقاء الأبيات الأولى من قصيدة الأديب: “عبدالرحمن الشرقاوي”، التي جاءت في مسرحيته الشعرية: “الحسين ثائرًا”، والتي تبدأ بمقولة: “أتعرف ما معنى الكلمة؟” وتتحدث عن الكلمة، وفيما نعلم جميعًا أن الحياة ليست مثالية كما كنّا نعيشها في الطفولة، وظننا أنها تستمر، فحين نمر بأيام، نعتقد فيها لشدّة سعادتنا، أن لا حزن بعدها، وأيام أخرى، نكاد نفقد اليقين بعودتها، لشدّة بؤسها، وتراكم خيباتها، لكن مع كل ذلك، يمكن لكلمة واحد تُقال، أن تبهجنا طيلة الوقت، وهذا ما أفعله غالبًا في كل مرة، ألتقي بشخص، يكون بيني وبينه مصلحة، ضمن الحياة اليومية، سواء كان بائعًا، أو سائق تاكسي، أو حتّى عامل نظافة، أسأله عن حاله ثم أدعو له، ما يجعل ملامح وجه، تشرق، وتنفرج أساريره، لأني أعلم أن الكلمات، تسعدني جدًا، حين تأتي في الوقت، الذي أكون فيه بحاجة لسماعها، حتى لو كان سؤال: كيف حالكِ؟

فكل يوم يبدأ وينتهي، لا نعرف أبدًا ما يحدث في حياة الآخرين الخاصة، فقد يواجهوا صعوبات عائلية، أو في العلاقات، أو في الحياة العملية، أو يعانون من عدم الاستقرار المالي، أو حتى يمروا بيوم سيئ دون سبب واضح، لذلك يمكن لكلمة تشجيعية، أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة شخص ما، وتغيِّر يومه كاملًا ما في ثانية واحدة، ممّا يجعل مزاجه يتغير للأحسن، أو يمكن لحياته أن تتغير، بسبب كلمة لطيفة قيلت له، من خلال كلمة لطيفة قيلت، ننتج هرمون ” الأوكسيتوسين”، أو ما يسمّى بهرمون السعادة، الذي يحمي القلب، حين يعمل بدوره على توسيع الشرايين وخفض ضغط الدم. كما يعمل الأوكسيتوسين كمضاد للالتهابات في جميع أنحاء الجهاز القلب، وقد كتب مارك توين ذات مرة: “أستطيع أن أعيش شهرين بفضل مجاملة طيبة”.

فللكلمة تأثير مذهل، فمن الناحية النظرية، ستلهم مجاملتك ذلك المتلقي لقول كلمة لشخص آخر بحرية، ثم ستلهم ماقلته ذلك الشخص للقيام بنفس الشيء؛ وهكذا، ومن الرائع أن نفكر في الإيجابية التي يمكن أن تتدفّق عبر حشد من الناس ــ والعالم ــ من شيء بسيط مثل قول بضع كلمات لطيفة بحرية لشخص ما.

لكن بالمقابل، فإن للكلمة القدرة على إحداث الألم، أو تعزيز السلام، أو تكون سببًا في الانفصال، أو تأكيد بقاء أحدهم معنا. ولهذا علينا أن نعزِّز وعينا اليومي بكيفية استخدام كلماتنا، ممّا يساعدنا على اختيارها بعناية أكبر، وبقدر أكبر من اللطف، و لذلك عزيز القارئ: هل تتذكر كلمة قيلت لك كانت بمثابة شفاء لك؟، وهل ساهمت يومًا بإدخال السعادة لقلب أحدهم بسبب كلمة؟.

@i1_nuha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *