طهران ــ وكالات
أوقع هجوم بسيارة مفخخة ضد مقر قيادة الشرطة في مدينة جابهار الساحلية بجنوب شرق إيران أربعة قتلى
وفي حين أفادت وكالة فارس بمقتل قائد شرطة المدينة، نفى قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني المتواجد في موقع الانفجار الخبر. وقال لوكالة “تسنيم” إن المهاجمين لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم حيث قتل 4 من قوات حرس قيادة الشرطة في الهجوم فقط. ونفى باكبور خبر مقتل قائد شرطة تشابهار.
من جهته، قال حاكم مدينة جابهار رحمدل بامري للتلفزيون الرسمي “هاجموا المقر وصدتهم قوات الأمن قبل أن يفجروا سيارة مفخخة”.
وأضاف “سقط أربعة أشخاص”، مشيراً إلى وقوع “الكثير من الجرحى” في هذا “الهجوم الإرهابي”.
ولم تحدد السلطات الجهة التي تقف خلف الهجوم، كما لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها.
هذا فيما دخلت المظاهرات العمالية في الأحواز يومها السادس والعشرين على التوالي، إحتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وعدم دفع رواتبهم ومستحقاتهم لعدة أشهر، لكنها بدأت تركز على ما وصفه المتظاهرون بـ”مافيا” النظام، في إشارة إلى المؤسسات المالية التي نهبت أموال المودعين لصالح مغامرات طهران العسكرية الخارجية.
وتجمع عدد غفير من المواطنين أمام “بنك صادرات” الإيراني في وسط سوق المركزي لمدينة الأحواز العاصمة، وطالبوا بدفع رواتبهم والتراجع عن السياسات والإجراءات التي وصفها المحتجون بالتعسفية تجاه العمال والمعلمين والشرائح الأخرى، وسط هتافات “الموت للمافيا”، وكذلك “سنجعل الأحواز قيامة، في حال رفض حل مشاكلنا”.
وتجمهر عمال مصنع الصلب أمام مقر “الجزايري” ممثل خامنئي في الأحواز، وهتفوا “هيهات منا الذلة” و”لا الحاكم ولا الحكومة تفكر بحالنا”.
ووفقا للتقارير ومقاطع الفيديو التي نقلها المركز الأحوازي للدراسات الإستراتيجية، تظاهر عمال بلدية مدينة عبادان اعتراضا على عدم دفع رواتبهم أمام مقر بلدية المدينة، وامتنعوا عن الإستمرار في عملهم حتى تتحقق مطالبهم، والحصول على رواتبهم الشهرية.
وفى السياق شهدت مدينة طهران تجمع طلاب جامعة “أمير كبير”، تضامنا مع إحتجاحات العمال والمعلمين وطالبوا بتلبية مطالبهم المشروعة، والإفراج عن المعتقلين الذين أعتقلتهم السلطات الإيرانية خلال الاحتجاجات في الأيام الماضية.
ووفقا لمقاطع فيديو اشتبك طلاب الجامعة مع قوات المليشيات شبه العسكرية “الباسيج”، بعدما حاولت تفريق مظاهراتهم التضامنية.
وتجمعت حشود واسعة من المواطنين في طهران أمام شركة “بهمن” لإنتاج السيارات، اعتراضا على عدم تسلم سياراتهم التي دفعوا أموالا منذ فترة طويلة لشرائها.
وترفض شركة “بهمن” تحويل السيارات أو استرجاع الأموال التي استلمتها لبيع السيارات.
وتطالب تلك الشركات بدفع مبالغ إضافية على السعر المتفق عليه سابقا، مبررة ذلك بارتفاع سعر قطع غيار السيارت نتيجة ارتفاع سعر الصرف الأجنبي والتقلبات في السوق على أثر العقوبات الأميركية على إيران .
وحسب نقابة منتجي قطع الغيار الإيرانية، إرتفعت أسعار قطع غيار السيارات بنسبة 80 إلى 140 في المئة خلال الأربعة أشهر الماضية.
في غضون ذلك دعا التيار المدني العراقي إلى تظاهرات حاشدة في بغداد، في وجه الهيمنة الإيرانية على جميع مفاصل الحياة في البلاد.
وتأتي الدعوة إلى التحرك، احتجاجاً على ما يعتبره التيار محاولات لفرض إملاءات إيرانية، تتعلق بالتدخل في فرض شخصيات معينة داخل الحكومة.
وكان ائتلاف النصر العراقي قد أكد، أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، زار بغداد الثلاثاء الماضي، للضغط على رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، لتعيين رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق، فالح الفياض وزيراً للداخلية.
وشدد الائتلاف، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، على أن تحالف الإصلاح، يرفض تعيين شخصيات غير مستقلة للوزارات الأمنية، مجدداً رفضه، لأي تدخلات خارجية في القرار العراقي.
الى ذلك كشف قيادي في تحالف الإصلاح النيابي، الذي يضم كتل سائرون والنصر والحكمة وعددا من الكتل الأخرى، أن الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيرانية، متواجد في بغداد لتعيين فالح الفياض رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي وزيرا للداخلية.
ولفت القيادي فى حديثه لوسائل اعلام عراقية دون الكشف عن اسمه، إلى أن إيران تريد السيطرة على العراق بالكامل وأن وجود شخصية تابعة لفيلق القدس على رأس وزارة الداخلية تؤمن لإيران سيطرتها على العراق وملفه الأمني، وبالتالي ضمان حصول إيران على الأموال اللازمة لدعم عملياتها الإرهابية في المنطقة والإبقاء على تحركاتها عبر الأراضي العراقية، وتخفيف العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على نظام ولي الفقيه في طهران.
وأشار إلى أن تحالف الإصلاح أبلغ سليماني رفضه دعم فالح الفياض لمنصب وزير الداخلية.
وكانت دار الإفتاء العراقية، قد اعلنت أن مهدي الصميدعي، مفتي العراق استقبل في جامع أم الطبول في بغداد الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيرانية برفقة كل من الإرهابيين أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أمين عام مليشيا كتائب حزب الله العراق، وأبو زينب اللامي مسؤول الأمن الوقائي لمليشيات الحشد الشعبي.
وذكر بيان لدار الإفتاء أن “اللقاء بحث موضوع تشكيل الحكومة الجديدة وضرورة أن يكون لمفتي الجمهورية رأيه في الحكومة”.
ويتزامن تواجد سليماني في العراق مع الصراعات التي تشهدها الساحة السياسية العراقية بين كتلتي البناء التي تتألف من تحالف مليشيات الحشد الشعبي الإيرانية وحزب الدعوة والأطراف السياسية العراقية المقربة من إيران وقطر، وكتلة الإصلاح التي تتألف من ائتلاف سائرون بزعامة مقتدى الصدر وائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وكتل أخرى.
وفى سياق منفصل ذكرت مؤسسة بحثية أمريكية أن التجربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، التي كشفت عنها الإدارة الأمريكية، لصاروخ متوسط المدى قادر على حمل رؤوس متعددة، ليست الأولى التي يجريها النظام الإيراني.
وسبق لإيران أن أجرت ٢٣ اختبارا لصواريخ باليستية منذ الصفقة النووية، ١١ منها لصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وهو ما يعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2231.
وقالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، FDD، إنه تم رصد إطلاق إيران لنحو 23 صاروخا باليستيا، منها 11 صاروخا قادرا على حمل رؤوس نووية، منذ الصفقة النووية مع طهران في يوليو 2015 والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، مؤكدة أن استمرار التجارب الصاروخية الإيرانية يمثل انتهاكا صريحا لروح الاتفاق النووي، كما أنه يمثل خرقا لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يعتمد خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي يشمل حظرا على التجارب الصاروخية الإيرانية القادرة على حمل رؤوس نووية.
وتأتي أهمية التقرير البحثي في أنه يرصد حصرا دقيقا لعمليات الاختبار للصواريخ الباليستية الإيرانية منذ الاتفاق النووي، في ظل غياب حصر دقيق من الأمم المتحدة أو الحكومة الأمريكية، كما أوضح المسؤولون في المؤسسة الأمريكية، وأكدوا أن التقرير التفصيلي سيكون بيدي صانع القرار الأمريكي في البيت الأبيض والكونجرس بحلول الأسبوع المقبل.
وأوضحت المؤسسة في تقرير لبرنامجها العسكري المختص بالشؤون العسكرية والأمنية، بواسطة الباحث بهنام بن تاليبلو، أن إيران أطلقت بالفعل نحو 10 صواريخ من طراز (MRBM) الباليستية متوسطة المدى منذ الاتفاق النووي، أكثر من أي نوع آخر من الصواريخ، محذرة أن تلك الصواريخ من ذلك الطراز قادرة على حمل رؤوس نووية، ويمكنها أن تهدد القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي، كما يمكنها أن تهدد شركاء وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
ونبه التقرير إلى أن صانع القرار الأمريكي يحتاج إلى فهم واضح لعدد ونوع الصواريخ الإيرانية التي أطلقتها لعدة أسباب وهي:
أولا: إن إطلاق الصواريخ يعبر عن التزام إيران بخطط تطوير قدراتها الصاروخية القادرة على حمل رؤوس نووية، وسبق ووعدت إيران بأن تعمل على تطوير قدرتها الصاروخية.
ثانيا: معدل النجاح أو الفشل مؤشرا مهما على النوايا والقدرات الاستراتيجية الطويلة الأجل للنظام الإيراني.
ثالثا: تقييم التزام إيران لروح خطة العمل الشاملة، التي نص عليها قرار مجلس الأمن رقم 2231.
رابعا: يقدم التقرير معلومات موثقة أعدها فريق من المتخصصين العسكريين لأولئك المعنيين بالقوة النووية الإيرانية والقوة الصاروخية التقليدية، ومن شأن هذه المعلومات أن تساعد في وضع السياسات التي يمكن أن تعرقل نمو القوة الصاروخية الإيرانية.
وأشار التقرير إلى أنه في 2017 فقط اختبر النظام الإيراني عدة صواريخ، منها 4 أو 5 قادرة على حمل نووية.
وفصل التقرير عمليات الخرق الصاروخية الإيرانية منذ يوليو 2015، موضحا أن عملية الخرق الأولى كانت في أغسطس 2015 لصاروخ واحد يسمى Fateh-313، وهو من طراز SRBM ذاتي الدفع وغير قادر على حمل رؤوس نووية.
أما عملية الاختبار الثانية فكانت في أكتوبر 2015، لصاروخ عماد 2، ذي الوقود السائل من طراز MRBM وهو الصاروخ القادر على حمل رؤوس نووية، وفي نوفمبر من العام ذاته قامت إيران أيضاً باختبار صاروخ قادر 101 من طراز MRBM، يمكنه حمل رؤوس نووية، ثم توقفت طهران لفترة عن إجراء الاختبارات الصاروخية، لتعود في مارس 2016 بـ4 عمليات إطلاق صواريخ في تحد للمجتمع الدولي، بالتزامن مع تنامي الضغوط الدولية لوقف التجارب الصاروخية الإيرانية، حيث أجرت اختبارات لصواريخ قادر F4 وH5 وكيام1 وشهاب3 وجميعها قادرة على حمل رؤوس نووية.
ونبه التقرير إلى أن إيران استخدمت كيام1 ضد مواقع لداعش في شرق سوريا بالفعل خلال يونيو 2017، مضيفا في أبريل 2016 أجرى النظام الإيراني اختبارين أحدهما لصاروخ Simorgh من طراف SLV، والآخر من نوع لم يحدد طبيعته لكنه على الأرجح قادر على حمل رؤوس نووية.
وأضاف التقرير، في يوليو 2016 فاجأت طهران العالم بإجراء أول تجاربها على الصاروخ Musudan، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود السائل (إيربم) يقال إنه مشتق من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الغواصة السوفيتية (سلبم) خلال الحقبة السوفيتية، وتابع التقرير أنه في سبتمبر 2016 كشفت إيران عن صاروخ ذو الفقار، الذي تزعم إيران أنه قادر على حمل رؤوس نووية، بينما لم يتم التأكد من ذلك بصورة فعلية حتى الآن.