الرياض – هاني البشر
بتشريف من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- أُسدل الستار على النسخة الافتتاحية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي سطّرت فصلاً جديداً في تاريخ الألعاب والرياضات الإلكترونية، مؤكدةً مكانة المملكة العربية السعودية؛ كوجهة رائدة في هذا المجال.
وتوّج سمو ولي العهد -حفظه الله- الفريق السعودي فالكونز، بعد تحقيقه للقب كأس العالم للرياضات الإلكترونية وتصدره للترتيب العام برصيد 5665 نقطة. وكان الفوز بلقب بطولة Call of Duty: Warzone في الأسبوع الأول، وبطولة Free Fire في الأسبوع الثاني عاملًا رئيسًا في تعزيز صدارته؛ حيث حصل الفريق على 1000 نقطة عن كل بطولة. وشهد الحدث العالمي الذي استمر لشهرين في SEF أرينا ببوليفارد رياض سيتي، تنافساً قويًا بين أفضل الأندية واللاعبين في 22 بطولة عبر21 لعبة مشهورة عالمياً، وحقق نجاحاً مميزًا منذ انطلاقه في 3 يوليو 2024.
ومع تخصيص مجموع جوائز غير مسبوق تجاوز 60 مليون دولار، وهو الأكبر في تاريخ الألعاب والرياضات الإلكترونية، فتح الحدث آفاقاً جديدة أمام اللاعبين. ولم تقتصر أهمية هذه الجوائز على الجانب المادي فحسب، بل قدمت أيضاً فرصاً ذهبية لهؤلاء النجوم للاستثمار في تطوير مهاراتهم وتحقيق استدامة في مسيرتهم المهنية. ونجح الفريق السعودي Team Falcons في الفوز بلقب كأس العالم للرياضات الإلكترونية في نسخته الأولى على أرض المملكة، ليحصل على الكأس الأغلى، ومبلغ 7 ملايين دولار الجائزة المالية المخصصة لصاحب المركز الأول من مجموع الجوائز.
وبهذه المناسبة، قال الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية: “أثبت كأس العالم للرياضات الإلكترونية أن هذه الصناعة تشهد تحولاً جذرياً على مستوى العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. وتؤكد الأرقام القياسية التي حققها الحدث، التي سنعلن عنها بشكل رسمي قريباً، أن الألعاب والرياضات الإلكترونية هي المستقبل، وأنها باتت الرياضة العالمية الجديدة بلا منازع”.
وأضاف: “كأس العالم للرياضات الإلكترونية أظهر بأن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، التي أُطلقت قبل عامين. وتجاوزت البطولة كل التوقعات، ما يقربنا من تحقيق رؤيتنا المتمثلة في جعل المملكة مركزاً عالمياً لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030”.
بدوره قال رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: ” شكّل الدعم الهائل الذي حظي به الحدث من مختلف الفئات خير دليل على نجاح الجهود التي بذلتها مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية وشركاؤها، ما يؤكد أن هذا الإنجاز هو ثمرة عمل جماعي متكامل. وشهدنا ردود فعل مدهشة من اللاعبين والفرق حول برنامج دعم الأندية، حيث أثنوا على التنظيم المتميز، والتفاصيل الرائعة، والأجواء الحماسية خلال المنافسات. ويؤكد هذا النجاح الباهر أن المملكة العربية السعودية قادرة على استضافة أكبر وأفضل المنافسات النخبوية على مستوى العالم”.
من جانبه، قال فيصل بن حمران، الرئيس التنفيذي للرياضات الإلكترونية في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: “شكل كأس العالم للرياضات الإلكترونية حدثاً استثنائياً جمع أفضل اللاعبين والفرق والألعاب والمشجعين في مكان واحد، وهو إنجاز غير مسبوق في عالم الرياضات الإلكترونية. وتأتي استضافة هذا الحدث تتويجاً لجهود ومبادرات الإستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية التي تهدف إلى تعزيز مشهد الألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى المملكة والعالم. كما تمثل كأس العالم للرياضات الإلكترونية دليلاً قاطعاً على أن استثماراتنا ومخططاتنا الكبرى في هذا القطاع تهدف بشكل رئيس إلى تحقيق تطلعات شبابنا وشغفهم بالألعاب والرياضات الإلكترونية”.وتُعد المملكة العربية السعودية من بين الدول القليلة التي وضعت إستراتيجية وطنية متكاملة للألعاب والرياضات الإلكترونية، الأمر الذي يعكس التزامها بالريادة والابتكار في هذه الصناعة المتنامية.
وتُجسّد هذه الاستراتيجية رؤية السعودية 2030 وأهدافها الرامية؛ لوضع المملكة في مقدمة المشهد العالمي للألعاب والرياضات الإلكترونية.
وفي إطار رؤية السعودية 2030، وكجزء من الإستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، من المتوقع أن يسهم هذا القطاع في خلق 39,000 وظيفة، وأن يضيف 13.3 مليار دولار إلى اقتصاد المملكة بحلول عام 2030.
ونجحت الإستراتيجية في جمع 20 شريكاً من مختلف القطاعات لبناء سلسلة قيمة متكاملة لصناعة الألعاب، وذلك من خلال الاستثمارات الضخمة وحدث عالمي بحجم كأس العالم للرياضات الإلكترونية. وتسهم هذه الشراكة في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي رائد للألعاب وتأمين مستقبل مزدهر لهذا القطاع المتنامي.
وتعد المملكة العربية السعودية، بفضل قاعدة لاعبين تضم 23.5 مليون لاعب من أصل 35 مليون نسمة، تبلغ نسبة اللاعبات منهم 48 %، من أكثر الدول شغفاً بالألعاب الإلكترونية على مستوى العالم، وهو ما أثبته نجاح كأس العالم للرياضات الإلكترونية.