عادة وثقافة التقسيط والقروض الميسّرة تنامت ونمت وانتشرت حتى وصلت إلى مرحلة العادة التي لابد منّها، والظاهرة التي تحتاج توعية للحدّ من تناميها وتأثيرها على الفرد والأسرة والمجتمع.
فما تقوم به الشركات والمؤسسات المالية
والمحلات التجارية والشريطية من إعلانات وتسهيلات التقسيط وخدماته الاستهلاكية والقروض المالية والبطاقات الائتمانية وغيرها، أضرّ بالكثير وأدخله إلي عالم التقسيط والقروض المالية والتي استهدفت راتبه الشهري وأثّرت على دخله الشهري وسحبته من حيث يدري ولايدري.
ونتيجة لذلك، صار التقسيط من العادات الخاطئة لتقسيط كل شي نحتاجه، وسواء كان ضرورياً أو من الكماليات. فمثلاً، ونتيجة للتسهيلات البدائية، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، تكون القروض والتقسيط، هي الخيار الأمثل للتمويل، فندخل في نفقة المظلم بتسهيلاته، فنأخذ قروض مالية، وسيارة، ومنزل، وبطاقة الإئتمان. وينتقل التقسيط حتى يصل إلى بقالة الحي، والحاجات الاستهلاكية كالخبز وغيره، وعلى الراتب الشهري في سلسلة تقسيط متشابكة لانهاية لها.
ولما يصل الراتب، يوزع على الاستقطاعات
والقروض والديون المستحقة، ولايبقى منه شيء للإدخار. هذي حقيقة خياليّة لراتب عدد من الموظفين ومسيرته التي يمرّ بها منذ الساعات ألأولى ليوم نزوله. ولتستمر العادة الخاطئة في التنامي والتأثير ،
كل شهر، وخاصة في أشهر المناسبات.
لذلك، هل من حل وتوعية لتسهيلات التقسيط والقروض، والتي تقوم بها الشركات والمؤسسات المالية والتجارية والشريطية؟
والتي استهدفت رواتب الموظفين بشكل مباشر حتى صار الراتب موزعاً بين السندان و المطرقة.
ونتيجة لعمليات التقسيط والقروض، تراكمت الديون، وزادت عن الراتب الشهري، وتأثر البعض بإيقاف الخدمات، ونمت أرباح المقسطين لدرجة عالية وأكثر أرباحاً.
والسبب إعلانات وتسهيلات القروض والتقسيط، وممّن يقوم بها، فالسيارة مثلاً سعرها مضاعف، فإذا كانت قيمتها السوقية مائة ألف ريال، فتقسيطها بمائتين أوخمسمائة ريال، ويمكن أن تنقص أو تزيد . وزبون التقسيط يدفع راتب الموظف والخدمات الأخرى، والتي تسمى بالرسوم الإدارية، وهذا مثال واحد من تعامل المقسِّطين.
لذلك، الداخل إلى عالم التقسيط، مقهور ومفقود ومغلوب على أمره، والخارج منه مولود وفي سعادة واستقرار مالي.
وبعد، هذا جزء منّ العادات الخاطئة لثقافة التقسيط وعالمه المؤثر والخطير بسبب الإعلانات والتسهيلات مع كل مناسبة من المناسبات العامة والخاصة،
ويحتاج لتوعية أصحاب الرواتب للحدّ من خطر المقسِّطين، وإعلاناتهم وتسهيلاتهم الخطيرة والمؤثرة.
وقانا الله وأصحاب الرواتب المتأثرين من تسهيلاتهم وديونهم وبطاقاتهم بكل مسمّياتها.
ونعوذ بالله من دين التقسيط والقروض والبطاقات وسطوتها على الرجال والنساء.
Leafed@