رياضة مقالات الكتاب

​يضربون الدفوف لاحتراف سعود عبدالحميد

لو تتبعنا مسيرة احتراف اللاعب السعودي في الخارج؛ لوجدنا أن الجميع لم يحقق الهدف المنشود من تلك التجربة، رغم أن هناك أسماء لامعة دلفت لهذا المجال، وكنا ننظر لها بعين العافية، على سبيل المثال (سالم الدوسري، حسين عبدالغني، فهد المولد، يحيي الشهري، عبدالله الحافظ، عبدالله عطيف، فؤاد أنور، مهند مجرشي، سامي الجابر) وغيرهم،

وتفاوت حضورهم الأدائي غير أنها لم تصل لدرجة مقنعة لأنهم حملوا الرغبة ونسوا أساس الاحتراف، الذي يحتاج للبناء من الصغر في التركيبة الجسمانية والبدنية والفنية، ولاشك أن حضور اللاعب الأجنبي عالي الجودة خلال الموسم الماضي اِنْعَكَسَ بشكل إيجابي على العنصر المحلي؛ لأن هناك معادلة كروية مفادها كلما اِرْتَفَعَ عطاء اللاعب الأجنبي كان من شأن ذلك تصاعد قرينه المحلي، وهذا ما لمسناه في الأداء الذي يجسده اللاعب سعود عبدالحميد، الذي بات واحدًا من أفضل اللاعبين المحليين وتحديداً الموسم الفارط، ويبقى السؤال هل ينجح الفتى الأسمر في تجسيد ذات العطاء خلال مشاركته بالدوري الإنجليزي الذي يقوده عينة مختلفة من اللاعبين المتميزين؛ نظراً لجودة العطاء والعناصر، وأشك أن يقدم الصورة المأمولة لأن المنافسين هناك يختلفون جملةً وتفصيلاً، ويقيني أن سعود لن يكون أوفر حظ من العناصر السابقة، الأمر الأخر العطاء الكبير الذي قدمه في المنافسات الماضية ساعده في ذلك؛ كونه يلعب وسط مجموعة متناغمة وإمكاناتها عالية منحته النجومية، والأكيد لو لعب لفريق آخر لن يعطي بذاك السخاء الذي جسده في الفرقةالزرقاء ،واذا ما أراد اللاعب الاحتراف الخارجي يتعين عليه أن يبدأ من مرحلة الفئات السنية لكي يتشكل بالصورة المطلوبة ويصبح لاعبا متمكنا في جميع المواصفات، ومن يُغني على احتراف عبدالحميد هدفه أن يغادر الصفوف الزرقاء بعيداً عن الاعتبارات الأخرى، صحيح سعود لاعب كبير، ولكن هذا لا يعني أنه سيترك فراغا عند رحيله في قالب الفرقة الزرقاء، فهناك عناصر قادرة على تحقيق ذات العطاء الذي جسده وسد مكانه، كالشهراني لو لعب بالجهة اليمني والبريك والأخير يملك من الخبرات ما يؤهله لقيادة هذا الموقع بكل ثقة، واذا كان هناك تخطيط للنهوض باللاعب المحلي لنقله لسلك الاحتراف الخارجي؛ فلابد من صناعته منذ الصغر ونجزم أن الاحتراف مهم في العملية التنظيمية بين أشكال الاحتراف الرياضي، ويساهم في توسع اللعبة ورفع مستوى الأداء، لكن ذلك مشروط، فليس كل لاعب نجح في دوري بلاده قادر على تحقيق ذلك عندما يرتدي زي الاحتراف الخارجي، وهنا لست بصدد تثبيط اللاعب سعود عبدالحميد؛ لأن نجاحه ارتقاء للكرة السعودية، ولكن أنشد أن يستفيد من تجارب العناصر السابقة التي لم تحقق مؤشرا عاليا من النجاح، ومادام أننا جلبنا أفضل اللاعبين المحترفين في الدوري يفترض أن يكون ذلك نموذجا لمن لديه توجه للعب خارجياً، وربما أن أجمل ما لمسناه خلال الفترة الماضية انفجار رغبات الكثير من الإعلاميين المناوئين للهلال، وتحفزهم لمغادرة الكابتن سعود الصفوف الزرقاء للاحتراف خارجياً، ومبررهم المهم أن يحترف ويترك الهلال بعيداً عن توضيح أدق التفاصيل، التي نحتاجها بهذا الصدد، والسؤال الأهم هل هناك طلب رسمي وصل لنادي الهلال او سعود عبدالحميد للاحتراف الخارجي، أم أنها مزايدات، كل شيء وارد في عالم الاحتراف..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *