اجتماعية مقالات الكتاب

الدبلوماسية الثقافية

مفهوم الدبلوماسية الثقافية يعني استخدام أوجه الثقافة كأداة لتحقيق الأهداف الدبلوماسية والسياسية بأبعادها المختلفة كالموسيقي والفنون بأنواعها والتعليم والرياضة والتراث وذلك من خلال مشاركات التبادل الثقافي وتعزيز التعاون بين الدول.

الدبلوماسية الثقافية هي إحدى الأدوات الفعالة في السياسات الخارجية للدول ، وهي وسيلة قوية في تعزيز الهوية الثقافية للشعوب المختلفة، وهي أيضا أداة فاعلة لبناء العلاقات الدولية وتعزيز مفاهيم السلام العالمي.

ونحن نتحدث في رحاب الدبلوماسية الثقافية ،أجد أنه لا مفر من استحضار المستقبل ، حيث أن التطور التكنولوجي والذكاء الإصطناعي ، قد أصبحا أداة قوية لتعزيز التفاهم والتعاون بين الثقافات المختلفة. وأن للتكنولوجيا دوراً فعالاً لايجاد فرص عظيمة للتواصل الفعال بين الثقافات المختلفة ، وتمكن الأفراد والجماعات من التواصل عبر الإنترنت بسهولة وسرعة مذهلة ، وذلك من خلال منصّات التواصل الإجتماعي المتعددة.

ويلعب الذكاء الاصطناعي دوراً بارزاً في انطلاق
الدبلوماسية الثقافية الى آفاق أرحب وأوسع في عصرنا الحاضر ، من خلال الترجمة الفورية ومعالجة المعلومات والبيانات الضخمة ، وتقديم توصيات متخصصة للأفراد والمنظمات والمجتمعات ، بما يعرضهم لمحتويات ثقافية جديدة وغير مألوفة ، وهذا بالضرورة سيسهم في تعميق وتوسيع آفاق الأفراد وزيادة معرفتهم بثقافات أخري.

تجدر الإشارة إلى أهمية الأفلام والألعاب الإلكترونية التفاعلية التي تشغل حيزاً كبيراً من أوقات الأطفال من كل الأعمار، ومن خلال الذكاء الإصطناعي ،.. حيث ينقل القصص والمباريات وثقافات مختلفة بطرق تفاعلية تجعل اللاعبين والمشاركين يشعرون وكأنهم جزء من هذه الثقافات ، وهذا بالطبع سيسهم في نشر الوعي الثقافي ويعزز من التفاهم المتبادل.

بعد هذا الإستعراض السريع لأبعاد وأنماط الدبلوماسية الثقافية بمفاهيم عصرنا الحالي والمستقبلي ، وأثرها في حياة المجتمعات ودول العالم بكل أطيافها، وبعيداً عن التنظير السردي ،.. يجب الإنتقال إلى نماذج تطبيقية على أرض الواقع ، نجد أن المملكة العربية السعودية تقدم أحدث نموذج لتطبيق إستراتيجيات الدبلوماسية الثقافية العالمية ،.. وذلك من خلال رؤية 2030 ، حيث نشاهد تلك الأنشطة الضخمة كالتي تقدمها وزارة الثقافة وهيئة الترفيه مثل موسمي الرياض وجدة ومعارض الطب والتقنية والتكنولوجيا ومعارض الكتاب العالمية ومهرجان سينما البحر الأحمر ، وأخيرا مهرجان مسابقات الألعاب الإلكترونية العالمي ،إلى جانب برامج التعليم والتبادل الأكاديمي بين الجامعات العالمية ، وأيضا التعاون مع منظمات الأمم المتحده بهدف تعزيز التراث الثقافي العالمي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *