جدة – ياسر خليل
طالب عدد من المختصين بضرورة إنشاء دور مستقلة لرعاية “المرضى النفسيين” في محافظة جدة، إذ توجد هناك حالات تحتاج إلى عناية واهتمام لكونها لم تجد الرعاية والعناية العلاجية، مؤكدين أن الدار تحتويهم بدلاً من اتخاذهم الكباري سكناً لهم، وتسهم في حصولهم على العلاج اللازم.
بداية يقول المستشار الاجتماعي والصحي طلال محمد الناشري، إن محافظة جدة كواحدة من أكبر المدن في المملكة، لا تزال تعاني من نقص في توفير دور لرعاية المرضى النفسيين، إذ تزايدت هذه المشكلة في السنوات الأخيرة، وتتطلب حلا فوريًا لضمان توفير الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة لهؤلاء الأفراد والذين يسكنون تحت الكباري.
وأضاف: يحتاج المرضى النفسيون إلى رعاية اجتماعية وصحية ونفسية، ففي السابق كانت هناك عدة محاولات جادة من الجهات الخيرية تمثلت في إنشاء مركز أجواد من قبل الجمعية الوطنية للخدمات المجتمعية في حي الأمير فواز وكان مجانًا ويقدم خدمات مميزة، ولكن للأسف لم يجد الدعم اللازم للاستمرار، وهناك بعض المراكز الخيرية والتي تحتاج إلى المقابل المالي، لذا نجد أن أغلب المرضى النفسيين تحت الكباري وفي الطرقات، وبذلك يشوهون المظهر الحضاري لمحافظة جدة. ومن هذا المنطلق فإن إنشاء دار لرعاية المرضى النفسيين والمشردين في جدة يمكن أن يكون حلاً فعالاً لهذه المشكلة الملحة.
وعن أسباب الحاجة لإنشاء دار لرعاية المرضى النفسيين والمشردين في جدة يختتم الناشري حديثه، بقوله: هناك 3 أسباب تدعو إلى إنشاء دار لرعاية المرضى النفسيين والمشردين في جدة، تتمثل في: زيادة الحالات النفسية والاجتماعية، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة في حالات الاكتئاب، القلق، والأمراض النفسية الأخرى وهذا يتطلب وجود مركز متخصص لتقديم الرعاية اللازمة لهؤلاء المرضى، وتزايد الأعداد السكانية فمع زيادة عدد السكان في جدة، إذ يزداد عدد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية، وبالتالي يتزايد الحاجة إلى مركز رعاية متخصص، وأخيراً الإهمال والتهميش إذ يعاني العديد من المرضى النفسيين من التهميش وصعوبة رعايتهم والتعامل معهم من قبل الأهل وعدم الحصول على الرعاية الكافية، وبالتالي يحتاجون إلى مكان يوفر لهم الرعاية المختصة والدعم اللازم.
ويتفق معه في الرأي استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز، قائلاً: الحالات التي تشكو من الأمراض النفسية وبعيدة عن العلاج بالتأكيد ستعاني كثيرًا وتدخل في مضاعفات صعبة وكبيرة، وبالتالي فإن وجود دار مستقل لعلاجهم وتقديم كل أوجه المساعدة لهم سيساعدهم كثيرًا في تجاوز صعوبات المرض.
وأردف بالقول: إن المشكلة الكبيرة أن الحالات النفسية التي قد لا تجد كالعلاج النفسي تعيش في وضع صحي خطير وقد تشكو من الاكتئاب الذي يشكل مشكلة خطيرة يجب علاجها وعدم تجاهلها، فالاكتئاب ليس مجرد أن الفرد يشعر بالحزن والضيق ،ولكن له تأثيرات سلبية على حياته وصحته النفسية والجسمانية، خاصة إذا لم يعالج سريعاً.
وختم بقوله: يمكن من خلال المسؤولية الاجتماعية لمختلف القطاعات الخاصة التعاون في إنشاء الدار الذي حتمًا ستكون انعكاساته إيجابية في خدمة الذين لا يحصلون على العلاج وقد يتخذون الشوارع والكباري مسكنًا لهم .
وفي سياق متصل تقول الاخصائية النفسية رباب العلي: للأسف الحالات التي لا تسعى لعلاج نفسها من المرض النفسي حتى لو كانت حالة مشردة بالطبع تشكل خطورة على المجتمع، فالأولى أن تجد مثل هذه الحالات العلاج الصحيح، ففكرة إنشاء دار مستقل للمرضى النفسيين تحت إشراف الشؤون الاجتماعية والصحة سيكون له انعكاسات إيجابية عديدة، على أن تتولى القطاعات الخاصة دعم مثل هذا المشروع من خلال المسؤولية الاجتماعية.
وأكدت د. رباب في ختام حديثها أن هناك حالات نفسية قد تشكو من مشاكل صحية وأمراض متنوعة، والتي غالباً ما تكون مزمنة، ويعزى إصابتهم بالأمراض إلى العديد من الأسباب، وهي: عدم تمكنهم من زيارة المستشفى أو المراكز الصحية، وافتقارهم للنظافة الشخصية، بسبب قلة الوعي حول مدى أهميتها، إذ لا يكترث البعض منهم بالاستحمام، حتى وإن طالت المدة والتي قد تصل إلى شهور متتالية، بالإضافة إلى النوم خارجاً بمختلف الظروف الجوية، وتناول الأطعمة قليلة القيمة الغذائية.