يلعب الذكاء الإصطناعي ، وعلى مستوى العالم أجمع ، وبصفة خاصة الدول المتقدمة ، دورًا مهمًا للغاية في حل العديد من التحدّيات البشرية ، ومستقبله يبدو واعدًا بشكل كبير، حيث يتوقع الخبراء أن تتوسع نطاقات تطبيقاته في مختلف المجالات مثل الطب والصناعة والمناخ والتسويق والترفيه وتحسين جودة الحياة وغيرها حيث تُظهِر تطبيقات الذكاء الإصطناعي إمكانات هائلة لتحّسين جوانب متعددة من حياتنا اليومية، وحاليا تُسـهم هذه التقنيات فـي تعزيـز القيمة الإجمالية للعوائـد الاقتصاديـة فـي قطـاع الترفيـه، ممّـا يرفـع مسـتويات الإيـرادات وتحّسـين الجـودة والابتكار فـي المحتـوى الترفيهـي، ويـؤدي إلـى نمـو ملحـوظ فـي العائـدات السـنوية ، ومملكتنا الحبيبة استشعرت مبكراً الأهمية العظمى لهذه التقنيات حيث تحدث ثورة في كيفية استمتاعنا بالمحتوى والتفاعل معه من الألعاب إلى الأفلام والموسيقى ، وقد أحدث ثورة في كيفية استهلاكنا للمحتوى من خلال التوصيات الشخصية والتحليلات السلوكية، وهناك تجارب مخصصة تعزِّز من تجربة المستخدم وتجعلها أكثر إثراءً وتفاعلية ، وتساهم هذه التقنيات في تحسين التجارب الترفيهية بطرق مبتكرة وفعالة ،
وهناك حاليا تطبيقات للذكاء الإصطناعي في مجال الترفيه منها على سبيل المثال : تخصيص المحتوى حيث يمكن للذكاء الإصطناعي تحليل تفضيلات المستخدمين ، واقتراح أفلام معينة أو موسيقى وألعاب تتناسب وأذواقهم الشخصية ، وفي مجال الألعاب الذكية ، يستطيع الذكاء الاصطناعي إنشاء شخصيات وألعاب تتعلم من أسلوب اللعب الخاص بالمستخدم ممّا يوفر تجربة أكثر تحدّياً ، وفي مجال توليد المحتوى، يستطيع الذكاء الإصطناعي إنشاء موسيقى ونصوص ورسومات ممّا يفتح آفاقا جديدة للإبداع الفني ، وبالنسبة لألعاب الفيديو ،يستخدم الذكاء الإصطناعي لتحسين انسيابية اللعبة والرسومات والصوت والإضاءة، ممّا يجعل الألعاب أكثر واقعية وانجذاباً ، وتابعنا أيضا من خلال شغفنا بتقنيات الذكاء الاصطناعي ،رفع جودة الألعاب وزيادة معدل الإطارات في الثانية الواحدة حتى إلى ضعف أو إثنين ، ويُمكن للذكاء الإصطناعي تحّسين البيئات الافتراضية وجعلها أكثر واقعية، وتحسين قدرة اللاعبين على التفاعل مع الشخصيات الافتراضية ، وتعديل مستوى الصعوبة بناءً على مهارات اللاعبين، وإضافة مستويات تحدي جديدة للحفاظ على الإثارة وتجنب الروتين، ممّا يُقدم تحدّيات أكبر ويُعزز من تجربة اللعب ـ كما يُعد الذكاء الإصطناعي قوة دافعة للابتكار والتطور في عالمنا اليوم ، وأتوقع أن نرى قريبا تأثيرات أكبر وأعمق للذكاء الإصطناعي في أغلب أمور حياتنا ، وظهرت مؤخرا تطبيقات جديدة تقدم خدمات ترفيهية مدعومة بالذكاء الإصطناعي، تجمع بين تقنيات بث الفيديو والموسيقى والألعاب المصغّرة في مكان واحد ، ومن هذا المنطلق ،فإننا نأمل استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في الترفيه بحذر لضمان عدم المساس بالخصوصية وحقوق الملكية الفكرية ،مع السعي لتحقيق التوازن بين الإبتكار والمسئولية الاجتماعية .