كنت مؤخراً في زيارة لإحدى الدول الأوربية التي يشار إليها بالبنان وبرفقتي زملاء أفاضل لحضور مؤتمر دولي هام بإحدى مدنها يتعلق بالترفيه بحضور المتخصصين المحترفين في صناعة المحتوى وصنّاع الترفيه وصنّاع المدن الترفيهية حول العالم لمدة ثلاثة أيام للتباحث وتبادل الأفكار والآراء والتجارب وكان مؤتمراً هاما ومتميزاً ، وبنهاية الحدث توجهنا لركوب القطار للحاق بطائرة العودة لأرض الوطن ، وبعد ركوبنا بعدة دقائق ،فوجئنا بفقدان شنطة الـ( كاريون ) التي كانت بجانبنا ، وأيضا هالنا ما حدث للعديد من الركاب الذين صعدوا معنا حيث فقدت حقائبهم أيضاً ، وكذلك عريس وعروس فقدت حقيبتهم من فوق رأسهم ، وحدث ارتباك شديد وأبلغنا الأمن بالقطار ، وتخيلنا أنه بمجرد نزولنا بمحطة الوصول ،سيتم اتخاذ اللازم وستعود الحقائب المفقودة لأصحابها ـ لكننا للأسف الشديد ـ فوجئنا بتبلُّد المسئولين ، وتجاهلهم للأمر ، وعدم تجاوبهم معنا ، وكأن شيئا لم يحدث ، ولذلك اتجهنا للمطار بعد يأسنا من تحرك الأمن والقبض على اللصوص واستعادة الحقائب.
إستحضرت وقتها -وفي كل الأوقات-،النعم العظيمة التي حبى الله بها بلادنا ، ومن أبرز هذه النِّعم التي تمتاز بها مملكتنا الحبيبة عن غيرها من بقية دول العالم،نعمة الأمن والأمان التي باتت إحدى الخصائص التي تميزها، إذ يتوافر الشعور بالثقة والاطمئنان بشكل راسخ لدى مواطني هذه البلاد العظيمة والمقيمين على أرضها وزوارها، كنتيجة طبيعية للجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة للاهتمام بتحقيق أقصى درجات الأمن، وتوفير الاطمئنان للناس، حتى يكونوا آمنين على أنفسهم وأموالهم ومصالحهم، وتقديم الاهتمام بذلك على ما سواه، إدراكًا لحقيقة أنه لا نهضة بدون أمن، ولا تطور بدون استقرار، لذلك نفخر بإنشاء وتحديث الأجهزة الأمنية، لتصبح على مستوى عالٍ، وتم في هذا الشأن اختيار أحدث الأساليب العلمية، وأقوى الكوادر البشرية، ورصدت دولتنا الفتية لذلك ميزانيات ضخمة؛ وتم إلحاق عناصر الأمن بأفضل الدورات التدريبية المتطورة، مع توفير المعينات كافة التي تساعدهم على أداء واجباتهم بالصورة المثلى صونًا لأمن البلاد، وحفاظًا على مصالح العباد، فكان النجاح نتيجة طبيعية لأداء تلك الأجهزة بعد توافُر منظومة التفوق، وكان من نتائجها المباشرة أن مؤشرات الأمن الدولية أظهرت أن المملكة هي الأولى في مؤشر نسبة السكان الذين يشعرون بالأمان أثناء السير بمفردهم ليلاً ، ومن هذا المنطلق فإننا نفخر أن الخطط الأمنية التي تنفذها الجهات المعنية داخل الوطن وعلى الحدود تحقق الأهداف الطموحة المرجوة في حفظ أمن المواطن والمقيم والزائر ، وحفظ الأرض والموارد من عبث المجرمين، وتثبت ثقة المواطن اللامحدودة في الأجهزة المخولة بتحقيق الأمن والأمان في ربوع بلادي الحبيبة قاطبة .(وللحديث بقية ..)