لم يكن الفوز الأخير الذي حققه فريق الهلال على غريمه النصر في مربع السوبر السعودي عاديًا؛ لأن الانتصار الأزرق جاء تأكيدًا على أن هذا الفريق يغرد وحيدًا خارج السرب؛ بدليل إطاحته بمن يحتل الوصافة خلال ثلاث مواجهات متتالية، علاوة على تجاوزه لبطل الدوري الماضي الاتحاد في خمس نزالات، وهو رقم لم يحدث بين الفريقين طوال تاريخهما الماضي. أبو ظبي شهدت تجلى الهلال قبل ظهوره وكان المربح الأخير للزعماء بصافرة محلية.
وهي الأولى في هذا الموسم؛ حيث غاب المحلي عن المقابلات التي خاضها الموسم الجاري، في حين كان حاضرًا في جل النزالات التي لعبتها جميع الفرق الكبار التي تقف على هامة الترتيب، وتحديدًا النصر الذي يعد الأكثر استعانة بالمحليين، اللافت أن الـ (32) فوزًا هلاليًا متتاليًا كان بأطقم أجنبية، ودخل المحلي لمعاركه في مربع السوبر، وواصل الجموح للرقم (33) في وقت يعيش نجومه أحلك الظروف، جراء ضغط المباريات داخليًا وخارجيًا بعد خروج الثلاثي (الفيحاء، الاتحاد، النصر) تباعًا، والآمال كبيرة أن يقطع بطاقة التأهل للنهائي الآسيوي، ويجدد اللقب الذي طار منه الموسم الماضي بسبب القرارات التحكيمية ذهابًا وإيابًا.
أعود للسوبر السعودي الذي يدور رحاه في العاصمة الإماراتية أبوظبي؛ حيث تأهل الأبطال وغادر الوصيفان، والأكيد أن العريس سيقدم أجمل عيدية لأنصاره، وهو التتويج الأول في الموسم الجاري، فهل يجدد الهلال سيناريو تفوقه على الاتحاد، أم يضع الأخير حدًا للمد الأزرق، أعود للفوز الأخير للهلال على جاره النصر، الذي أخرج الكثير من عشاق الأصفر عن النص، وعادوا لنغمة التحكيم التي باتت مشروخة ومملة، رغم أن الطاقم المحلي لازم فريقهم في الكثير من مبارياته، ولم تكن هناك انتقادات بقدر ما حدث الليلة الأخيرة من رمضان، التي كتب فيها نجوم الهلال أجمل عيدية لعشاقه، وعاش البعض من أنصار البيت الأصفر ليلة حزينة، وكأن التاريخ يجدد نفسه بما حدث للهلال بوقفه فترتين ليلة العيد.
لكن في هذا العيد انقلبت الطاولة وتحولت الأحزان للمعسكر الأصفر، وعاش عشاق الهلال أجمل اللحظات، وهم على عتبة العيد الذي كان عيدين بالنسبة لهم تواصل مسلسل المكاسب والفوز على النصر وخروجه من البطولة الثانية في هذا الموسم والثالثة بطولة الدوري، وقد يرفع الراية البيضاء لبعده بمسافة (12) نقطة، ويصعب عليه اللحاق في الجولات المتبقية. الجميل أن الهلال الذي يختال في المقدمة وحيدًا، وضع للفرق التي تقابله منافسة جديدة خلاف مسمى المسابقات، وهي بطولة من يكسر رقم تسلسل مكاسبه، وتلك الظاهرة تحدث لأول مرة في تاريخ الرياضة السعودية، بأن يبحث من يلاقي الزعيم عن الأسبقية في تعطيله بعد أن سجل رقمًا عالميًا باسم الكرة السعودية، وبات الجميع يردد : من يوقف تفوق هذا الفريق العملاق الذي دخل أغوار موسوعة (غينيس).
وأخيرًا كل الأماني للحكام المحليين بتقديم صورة جميلة في نهائي السوبر، بعد التألق الذي رسمه الدولي محمد الهويش ورفاقه في الجولة السابقة، بعد طرد كريستيانو المستحق بالبطاقة الحمراء؛ نظير ما حدث منه تجاه الصخرة علي البليهي، وأثبتت تلك الحالة قوة شخصية الحكم المحلي لمن يتابع عن كثب أحداث دورينا من مختلف القنوات العالمية والعربية، عمومًا سبق لحكامنا الأعزاء الطريس، والهويش، والشمراني، والبلوي، والبقية كانت لهم مشاركات خارجية مشهودة وسجلوا حضورًا لافتًا، والأمل أن يكونوا كذلك في النهائي المشهود.
صوت الحجاز أول جريدة سعودية أسسها: محمد صالح نصيف في 1350/11/27 هـ الموافق 3 أبريل 1932 ميلادي.
وعاودت الصدور باسم (البلاد السعودية) في 1365/4/1 هـ 1946/3/4 م
(البلاد السعودية/عرفات) اندمجتا بمسمى البلاد في 1378/7/16 هـ – 1959/1/26 م