البلاد – الطائف
باتت مقاهي جبال الطائف بمواقعها الإستراتيجية أنس المتسامرين في ليالي رمضان بعد وجبة الإفطار، وروح الجلسات العائلية، التي أصبحت ملتقى يتزاحم عليه كل من يريد الارتياح من تعب النهار وتصفية الذهن؛ إذ تتنافس في حشد جموع الزائرين، الذين ينشدون البساطة والاستجمام، ومغادرة الأبواب المغلقة إلى الأجواء المفتوحة، لتلوذ ذائقتهم بكوب من القهوة السعودية أو الشاي، الذي يمتزج معه الصخب الثقافي المنعش بحواراته البناءة بحد ذاتها.
وتتميز محافظة الطائف- على غرار باقي مدن المملكة- بتعدد وتنوع فضاءاتها، التي تضفي عليها رونقًا وجمالية في رمضان، وتستقطب ساكنيها قبل زوارها، الذين يقصدونها، في ليالي الشهر الفضيل، ولاسيما بعد أداء صلاتي العشاء والتراويح، وذلك للترويح عن النفس وقضاء أوقات ممتعة؛ تضم في جوفها الحدائق والمساحات الخضراء، التي تنتشر بها الأشجار والنباتات العطرية بين أحضان الطبيعة. وأخذت مقاهي جبال مركزي الشفا والهدا نصيبها في استقطاب عشاقها، إلى جانب روادها الأوفياء الذين دأبوا على الذهاب لها، في أجواء يملؤها الود والإخاء، وأيضًا استغلال الفرص للالتقاء بالأقارب، وإيجاد أجواء حميمية، لتجاذب أطراف الحديث في موضوعات عديدة، ذات طابع اجتماعي أو فني أو ثقافي أو رياضي.
وتسهم هذه المقاهي بشكل كبير في النشاط الاقتصادي، ما يحفزها على تنويع عروضها، وتقديم ما لديها من خدمات؛ تتضمن أفكارًا جديدة مع تنوع كبير في الأنشطة، وكذا في قائمة الأطباق المقترحة أو المشروبات.