يوم التأسيس ، هو أول سطر من سطور القصة ،واستذكار وطني و تاريخي لذروة البطولات والانتصارات التي خاضها الأجداد والمؤسسون وصمودهم ضدّ الأعداء في سبيل تأسيس وتشّييد دولة لها جذورها ثابتة ، وفروعها امتدت طيلة قرون ، حتى عانقت السماء.
يوم ولادة وطن عظيم ، و اعتزاز بالأصالة والعراقة التي خلدت تاريخاً تعجز الأقلام عن وصفه، ومجداً مستداماً يعتلي جبين الحاضر ، وقوة مأثورة من القادة إلى سلالة الوطن.
إحتفاء القادة العظماء ، وأبناء الوطن الأوفياء بهذا اليوم على حد سواء ، ماهو إلا ترجمان لمشاعر الاعتزاز المكتسبة من إنتمائهم الوطني الجاري بعروقهم ،غايتهم الوحدة واللحمة التي تبررها الوطنية. ومع تعدد أساليب الإحتفال وبرامجه المقامه في ذلك اليوم، إلا أن الطابع التاريخي هو الخلفية النمطية والأساسية للفعاليات والأنشطة التي تبرز وتعكس العمق التاريخي لهذا اليوم ، كالإشادة بالإرث الثقافي والتراثي في أبهى صوره ،مثل عزف النشيد الوطني ، و مسيرات الملابس التقليدية ، والعروض العسكرية ، والجولات التاريخية، التي تعكس تعبيراً مبهجاً من التراث القديم و الإنجازات الحديثة .
أن يتمسك وطن بعظمته ، لأمر صعب في الوقت الأصعب، غارساً العزّ والفخر في نفوس أبنائه، حتى يصبح الإلهام وليد كل جيل ، يترعرع تحت كنف الوطن و يصون حماه ، وتصدح به حناجر
الساحات لحناً وطنياً يتوارثه الأجيال .
فلا عجب من شعب يجدّد ولاءه وطاعته للقيادة السامية في كل مناسبة وطنية، في الصمت والعلن تعبيراً عن حبه وتجسيداً لمعنى الوفاء و الإخلاص بين الملك وأبناء الوطن، ولا عجب أن يكون حب مملكتنا العظمى ،هو المتسيّد على قلوبنا، لأن حب الوطن فطرة لا تتسم بالسطحية بل تنبع من الأعماق.