أخطاء التحكيم جزء من اللعبة، لكن في عصر التقنية يفترض ألا نرى أخطاء جسيمة، بقدر ما حدث في لقاء النصر والفتح، وضربة الجزاء الفاضحة التي أكدها جل المحللين التحكيميين. الدوري السعودي بات في طليعة اهتمامات الرياضيين في العالم، فهو يسير جنباً إلى جانب مع الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي وغيرها من الدوريات القوية، والنقلة التي شهدها دورينا؛ عطفاً على النجوم المميزة التي تخوض تجربة الاحتراف، وبالتالي أوجد ذلك حراكاً غير عادي، لكن ما يشوه صورة التنافس الكروي الأخطاء التحكيمية، والأكيد أن نجاح الصافرة جزء كبير من تفوق منظومة الرياضة، وفي تصوري أن اِنْفراد فريق بالصدارة وبفارق نقطي كبير، لا يقلل من حجم التنافس، بقدر ما نتمنى رؤية مكاسب صريحة على أرض الواقع بعيدًا عن الأخطاء التي تشوه صورة جمالية الدوري، الذي يحمل بين جنباته نخبة من أفضل لاعبي العالم، واللافت أن الفرق الآسيوية التي تلاقي نظيرتها السعودي، يكون هناك حضور جماهيري غير عادي؛ من أجل رؤية ذاك النجم وآخر لا يقل عنه، وكل الأماني للفرق السعودية ببلوغ دور الثمانية والوصول لمحطات متقدمة، وبإذن الله، الكأس الآسيوية قريبة المنال من زعيمها الهلال أو النصر أو الاتحاد الباحثين عن اللقب الغائب؛ العميد لتجديد العهد، وأصفر الرياض لملامسة المجد الأول. مواجهة الفيحاء والنصر ننظر لها بعين متوازنة فكلا الفريقين لهما أهميته، في حين الهلال قطع شوطاً كبيرًا نحو التأهل بعد أن قلبها على سبهان الإيراني في أرض الأخير وبين جماهيره، والاتحاد على كف عفريت، لكن الأمل يحدونا بتأهله، رغم ما يحمله من أرتال من الإشكالات التي تؤثر على مسيرته، لكنه في المباريات الأخيرة بات يكسب وشباكه نظيفة، في إشارة إلى قوة هجومه وتماسك دفاعه وصحوة حراسته. وجود ثلاثة فرق سعودية في دور الثمانية أكبر شاهد على أن هناك جانبًا مميزًا في الدوري السعودي يفوق البقية، ويفترض الحفاظ عليه، والأهم سلخ الأخطاء التحكيمية التي تشوه جمالية المباريات وإبداع النجوم، والسؤال الذي يطرح.. لماذا لا نسمع ما يدور بين حكم المباراة وغرفة التقنية، على غرار ما يحدث في ملعب الهلال ( المملكة أرينا) ولا تكون هناك فرصة لحكم بأن يغطي بيده على فمه، ويهمس مع زميله المتواجد في غرفة التقنية. لا نريد همسًا وتغطيه الفم؛ بل نحتاج وضوحًا على أرض الواقع والمسببات التي أسهمت في تجاهل ضربة جزاء وعدم الذهاب للشاشة؛ لرؤية الحادثة وكسر كل التأويلات، وبقدر اعتزازنا بالحكم المحلي ننشد أن يكون بعافية متكاملة وألا تلبسه الأخطاء التي يمكن تجاوزها.
عمومًا الرباعي السعودي الجامح في الصراع الآسيوي، قد يكون أمام متناقضات في النظام، وتحديدًا في مشاركة العناصر الأجنبية، والسؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذا التوقيت.. ماذا سيفعل الهلال، والنصر، والاتحاد تحديدًا في التنافس على دوري روشن، وكأس خادم الحرمين الشريفين، والبطولة الآسيوية؟.
تداخل مرهق بين البطولات المحلية مع الآسيوية، وله تأثير في إرباك الأندية التي تنافس على جميع البطولات، ويضعها في حيرة بشأن التركيز على أي بطولة، خاصة في ظل اختلاف اللوائح والأنظمة ما بين المحلية والخارجية، وما أرمي له مشاركة العناصر الأجنبية التي تربك المدربين، وتسهم في تغيير ملامح خططهم التكتيكية.