لا شك في أن مساهمة وزارة الموارد البشرية في رفع كفاءة ومهارات المواطن السعودي في بيئة العمل من خلال برامج التدريب والتطوير المتعددة بالإضافة الى الدورات المتخصصة و ورش العمل، انعكس بشكل كبير وإيجابي على شخصيته في حياته الخاصة ،
وكان له أكبر الأثر في أن أصبحت قدرته على اتخاذ القرارات وتحليل المخاطر وإدارة الوقت والعمل الجماعي وحلّ المشكلات والذكاء العاطفي والمرونة كلها قدرات ملموسة يتعامل بها مع أفراد أسرته وأصدقائه ومحيط مجتمعه ، بل وأصبح ينقل لهم هذه الخبرات والمهارات ليتطور بها كل من يحتك بها على الصعيد الشخصي والإنساني ممّا نتج عنها تنمية في العلاقات الإنسانية داخل نسيج المجتمع السعودي . وهذا ما توضحه العديد من المؤشرات الحيوية في إنخفاض معدلات الطلاق والتنمُّر الأسُري،
كذلك انخفاض حالات الإضرابات النفسية والسلوكية وارتفاع معدلات المساهمة في الأعمال الخيرية والتطوعية، وأذكر قصة واقعية حدثت لصديق لي تعرفت عليه في إحدى الدورات التدريبية بعنوان إدارة التغير والذكاء العاطفي، وقد حدثني أنه يعاني من مشاكل أسرية و خلافات زوجية أثّرت على أدائه في العمل في ذلك الوقت ، إلا أنه بعد فترة من الزمن التقيته وقد أخبرني أن كثيراً من مشاكله الأسرية قد تم احتوائها وذلك بعد أن طبّق المفاهيم والمهارات التي تعلمها في تلك الدورة والتي حسّنت من طريقة تفكيره وتعاطيه للأمور وجعلته يطوّر من نفسه ويصلح من ذاته ، إن هذا لدليل واضح على نجاح مسيرتنا في تنمية أفراد مجتمعنا من خلال الرؤية الطموحة التي تشهدها المملكة في هذه الفترة .