جدة -عبدالهادي المالكي، تصوير- خالد مرضاح
استعاد مجلس المستشار أحمد الحمدان ــ رحمه الله ـ في جلسته الأخيرة ذكرياته، فضلاً عن ذكريات الدكتور عبدالله بإسلامة ـــ رحمه الله ــ، وذلك بحضور عضو مجلس صحيفة (البلاد) هاني اشي، حيث بدأ ابن المستشار فيصل بكلمة ذكر فيها مناقب والده ووقفات مع الناس بغضّ النظر عن مكانتهم؛ حيث إنه كان لا يفرق بين أحد في تقديم الخدمة، وقال إن الوالد كان يوصينا بعمل الخير مع الناس بأي طريقة، ولا نترك أحداً يحتاج لمساعدة.
كما شكر فيصل الحضور على الثناء على والده وحرصهم على بقاء المجلس حتى بعد وفاته؛ مما يعزز الأخوة والتكاتف ما بين أبناء الفقيد أنفسهم وما بينهم وبين الناس.
بعد ذلك توالت الكلمات في الثناء على المستشار أحمد الحمدان والدكتور عبدالله بإسلامة -يرحمهما الله-.
كما تحدث كل من ياسر علي بخش والدكتور زهير السباعي والدكتور حسين بإسلامة وعبد السلام عبدالعزيز وفؤاد مصطفى والدكتور حسن حجرة وتركي محمد سعيد ،مشيرين إلى أنه كان للمستشار أحمد الحمدان، نشاط اجتماعي ملحوظ وإسهامات كثيرة في العمل الخيري سخر له وقته وماله، حيث كان عضواً مؤسساً لجمعية الملك عبدالعزيز للإسكان التنموي والخدمات الاجتماعية بمنطقة بمكة، ورئيس مجلس إدارة اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم “تراحم” بمحافظة جدة، ومكة المكرمة ورئيس مجلس إدارة جمعية إنجاب الصحية،وجمعية إبصار الخيرية، ورئيس لجنة صندوق الدارين التابعة لأمانة مدينة جدة، ورئيس الهيئة الاستشارية للمجلس الفرعي لمجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة، وعضو مجلس إدارة جمعية الإيمان الخيرية لرعاية مرضى السرطان بجدة وأمين المال للجمعية، وعضو مجلس إدارة أكاديمية الشعر العربي، وعضواً مشاركا في مؤسسة الفكر العربي، وعضو مجلس إدارة جمعية البيضاء الأهلية ذات النفع العام وأمين المال للجمعية، وعضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية بمكة المكرمة وأمين الصندوق ورئيس لجنة تنمية الاستثمار.
ووصفوا رحيله بالفاجعة التي أصابت المجتمع بصورة عامة ومحبيه بصفة خاصة. وأن الفقيد اشتهر بحبه وقربه من الأسر المحتاجة، وكان قاضيا لحاجات الناس ومقيلاً لعثراتهم ورائد العمل الاجتماعي، كان أمة خير في رجل، ووزارة خيرية متنقلة ساهم في الإفراج عن كثير من السجناء، وطيّب خواطر المحتاجين والمرضى، وقالوا إن الفقيد كان نموذجاً للعطاء وهو فقيد المجتمع وفقيد العمل الخيري والإنساني.
وعبروا عن خالص عزائهم ومواساتهم للفقيد ولأسرته، داعين الله أن يتولاه بواسع رحمته ومغفرته.
وكان المستشار أحمد بن عبدالعزيز الحمدان قد انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح الأربعاء 26 يوليو 2023م بمدينة جدة بعد حياة حافلة بالعطاء الحكومي والخاص والعمل الاجتماعي والخيري إلى آخر يوم في هذه المسيرة الحافلة والمباركة، وقد عمل أبو خالد وكيلاً مساعداً بوزارة المالية والاقتصاد الوطني سابقاً وممثلاً لها في منطقة مكة المكرمة، ويعدّ من الخريجين الأوائل من قسم المحاسبة وإدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة الملك سعود، حيث بدأت حياته العملية مساعداً لرئيس إدارة المستودعات، ثم عمل في الإدارة المالية، وانتقل إلى إدارة التمثيل المالي حيث عين كممثل مالي، وكانت وزارة المواصلات أول دائرة حكومية يمارس فيها عمل التمثيل المالي، واستمر عمله كممثل مالي في معظم الإدارات الحكومية في الرياض، حتى انتقل عام 1390هـ إلى جدة في مهمة رسمية إبان انعقاد أول مؤتمر لوزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة، ومن ثم استمر عمله كممثل مالي لوزارة المالية في مصلحة الطيران المدني وأمانة محافظة جدة ووزارة الخارجية.
بعد ذلك انتقل إلى العمل في فرع وزارة المالية والاقتصاد الوطني كمدير عام لها حتى رُقِّي إلى وكيل وزارة المالية المساعد وممثل للوزارة بمنطقة مكة المكرمة، والتي تشرف على سبعة فروع تابعة لوزارة المالية، وأصبح رئيساً للجنة المالية الدائمة في منظمة المؤتمر الإسلامي، والتي تتكون من مندوبي الدول المساهمة في المنظمة وعددها 52 دولة وكذلك رئيساً لهيئة الرقابة المالية في المنظمة، والتي تتكون من 10 دول من دول المنظمة لمدة تزيد أيضا على 15 عاماً.
من جهتها خلّدت أمانة محافظة جدة اسم المستشار المالي والإداري أحمد بن عبد العزيز الحمدان -يرحمه الله- بتسمية أحد شوارع حي البساتين على اسمه، تقديرًا وتكريمًا لتاريخ الراحل، الذي كان أحد أهم رموز المسؤولية الاجتماعية في المملكة.
كما أثنوا على البروفسور عبدالله بإسلامة وقالوا: لقد آلمنا كثيراً رحيل الدكتور عبدالله، إبن مكة المكرمة، الذي ارتحل إلى مصر وألمانيا وبريطانيا لتعلم الطب؛ آلم الجميع وخصوصا الأطباء وأوجعهم؛ فالفقيد خدم الطب والتعليم الطبي مدة 47 سنة، ومن أوائل الدارسين للطب في عين شمس، وأوائل السعوديين في تخصص أمراض النساء، ومآثره ومحاسنه يصعب حصرها، وممّا لا يمكن إغفاله دوره في مساعدة جامعة الملك عبدالعزيز في إنشاء وتأسيس كلية طب، إذ نُقِل قبل نصف قرن، من كلية الطب بجامعة الرياض، ونجح فيما أنيط به، ومعروف عنه أنه من القلة المثابرة، إذ في سيرته حصوله على 4 زمالات طبية، عَطْفاً على شهادة الدكتوراه، وهذه من النوادر، كما يعرف المتخصصون.
ويعتبر الدكتور من أولئك الرجال الذين ينظرون إلى ظلالهم المترامية وراءهم ينحنون قليلاً يرفعون وجوههم المضيئة للتاريخ، ذهب الشهرة لم يحرقهم، فهو عالم ابن عالم، وقائد ومخطط محنك.
وكان البرفسور عبدالله باسلامة قد انتقل إلى رحمة الله في 10 أكتوبر 2023م، وصلي عليه بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة. والفقيد والد الدكتور حسين بإسلامة.